أحباب المصطفى صلي الله عليه و سلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أحباب المصطفى صلي الله عليه و سلم

تصليات على سيد المرسلين- محاضرات دينية - اعلام الجريد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بحث في التوســـــل الجزء الثاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
روح الله

روح الله


المساهمات : 48
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
العمر : 77

بحث في التوســـــل الجزء الثاني Empty
مُساهمةموضوع: بحث في التوســـــل الجزء الثاني   بحث في التوســـــل الجزء الثاني Icon_minitime1السبت يناير 21, 2012 7:07 pm


*تصرف الأموات في شؤون الأحياء
واعلم أخي أن مسألة الاموات في شؤون الاحياء هي مدار الخلاف الأساسي بل هي محور الخلاف وأصله فهل يمكن للاموات أن يتصرفوا في شؤون الاحياء هذا سؤال يحتاج إلى إجابة فما هو الجواب:
جواب المنكرين سيكون لا ومن اعتقد هذا فهو مشرك كافر.
أما جوابنا فنعم يكن لبعض الاموات أن يتصرفوا في شؤون الاحياء بإذن الله تعالى وإليك بعض الأدلة على هذا الكلام:
1- ورد في صحيح مسلم والبخاري في حديث الإسراء والمعراج الذي يرويه أنس بن مالك والحديث طويل ولكن كان من الحديث (فأوحى الله إلي ما أوحى ففرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة فنزلت إلى موسى صلى الله عليه وسلم فقال ما فرض ربك على أمتك قلت خمسين صلاة قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم قال فرجعت إلى ربي فقلت يا رب خفف على أمتي فحط عني خمسا فرجعت إلى موسى فقلت حط عني خمسا قال إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فسأله التخفيف قال فلم أزل ارجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى عليه السلام حتى قال يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فإن عملها كتبت سيئة واحدة قال فنزلت حتى انتهيت إلى موسى صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه).
والسؤال هل رأيت على سيدنا موسى عليه السلام وهو ميت ليس على قيد الحياة كيف ظل يراجع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الى ربه جل وعلا حتى خففت الصلاة من خمسين صلاة إلى خمس صلوات. فبالله عليكم كيف يتدخل نبي ميت بين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وربه جل في علاه نبي من الأنبياء يتدخل في شأن نبي أعلى وأسمى وأفضل منه فكيف حدث هذا بزعمهم أن الأموات ليس لهم أي شأن مع الأحياء. وأرجع وأقول إن كان سيدنا موسى عليه السلام تدخل في شأن الأمة المحمدية أليس من البديهي أن يُملك الله حبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تصرفا في أمته وهو أولى بهم من أنفسهم بإذن الله تبارك وتعالى.
وهنا سيعترض المنكر بقوله إن هذه مسألة خاصة بنبي وهو موسى عليه السلام والجواب، من الذي خصص هذه المسألة وجعلها خاصة بموسى فنحن نطالبهم بالدليل على كونها خاصة، من من الصحابة أو التابعين أو تابعي التابعين أو الأئمة المجتهدين الأربعة وغيرهم من العلماء الثقاة قال إنها خاصة وليس هناك من دليل فكلامهم مردود .
2) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم فإذا أنا مت كانت وفاتي خيرا لكم تعرض علي أعمالكم فإن رأيت خيرا حمدت الله وإن رأيت شرا استغفرت لكم) رواه البزار والهيثمي وقال رجاله رجال الصحيح والهندي في كنز العمال والمناوي في فيض القدير والسيوطي في الجامع.. وابن حجر الهيتمي والدلالة من هذا الحديث إن كان رسول الله قد مات وانقطع نفعه فلماذا تعرض عليه أعمالنا ولماذا يستغفر لنا وهل استغفاره إلا تصرف في أحوالنا فإن كان لا ينفع كما يزعمون ويتوهمون فلماذا أعطاه الله هذا ولماذا يطلعه على أحوال الامة من بعده ولماذا يمكنه من الاستغفار للمذنبين فهذا تصرف واضح ليس عليه من غبار.
3) واسمع أخي الكريم إلى كلام الامام ابن القيم الذي يعتبر من أئمة السلفية الثقات المعتمدين في كتابه الروح الجزء الاول ص 102-103.
ومما ينبغي أن يعلم أن ما ذكرناه من شأن الروح يختلف بحسب حال الأرواح من القوة والضعف والكبر والصغر فللروح العظيمة الكبيرة من ذلك ما ليس لمن هو دونها وأنت ترى أحكام الأرواح في الدنيا كيف تتفاوت أعظم تفاوت بحسب تفارق الأرواح في كيفياتها وقواها وإبطائها وإسراعها والمعاونة لها فللروح المطلقة من أسر البدن وعلائقه وعوائقه من التصرف والقوة والنفاذ والهمة وسرعة الصعود إلى الله والتعلق بالله ما ليس للروح المهينة المحبوسة في علائق البدن وعوائقه فإذا كان هذا وهي محبوسة في بدنها فكيف إذا تجردت وفارقته واجتمعت فيها قواها وكانت في أصل شأنها روحا علية زكيه كبيرة ذات همة عالية فهذه لها بعد مفارقة البدن شأن آخر وفعل آخر وقد تواترت الرؤيا في أصناف بني آدم على فعل الأرواح بعد موتها ما لا تقدر على مثله حال اتصالها بالبدن من هزيمة الجيوش الكثيرة بالواحد والاثنين والعدد القليل ونحو ذلك وكم قد رئي النبي ومعه أبو بكر وعمر في النوم قد هزمت أرواحهم عساكر الكفر والظلم فإذا بجيوشهم مغلوبة مكسورة مع كثرة عَددهم وعُددهم وضعف المؤمنين وقتلهم ... وكل عاقل يقرأ كلام ابن القيم يستنتج منه أن للأرواح تصرف بعد موت الأبدان.
نعم الأولى أن نستغيث بالله تبارك وتعالى لكن إن استغاث أحد بغيره على سبيل المجاز فإن أرواح الأنبياء والصالحين قادرة بإذن الله أن تجيب وأن تغيث من استغاث بها فكيف بروح سيد الأرواح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي شرفه الله على سائر خلقه وعدا هذا كله فإن هذا الأمر معلوم ومعروف ومجرب عند الكثيرين وتواترت الأخبار والقصص والحكايات عن إغاثة الرسول والصالحين للناس في تفريج الهموم والكربات في المنام واليقظة وعندما تتواتر الرؤيا في أمر ما فإنه صحيح بإذن الله،
*واسمع إلى ابن القيم في هذا الشأن فقد ذكر في كتابه الروح الجزء الأول ص9 حدثني أبو بكر التيمي حدثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث بن سعد حدثني حميد الطويل عن مطرف بن عبد الله الحرشي قال خرجنا إلى الربيع في زمانه فقلنا ندخل يوم الجمعة لشهودنا وطريقنا على المقبرة قال فدخلنا فرأيت جنازة في المقبرة قلت لو اغتنمت شهود هذا الجنازة فشهدتها قال فاعتزلت ناحية قريبا من قبر فركعت ركعتين خففتهما لم أرض اتقانهما ونعست فرأيت صاحب القبر يكلمني وقال ركعت ركعتين لم ترض اتقانهما قلت قد كان ذلك قال تعملون ولا تعلمون ولا نستطيع أن نعمل لأن أكون ركعت مثل ركعتيك أحب إلى من الدنيا بحذافيرها فقلت من ها هنا فقال كلهم مسلم وكلهم قد أصاب خيرا فقلت من ها هنا أفضل فأشار إلى قبر فقلت في نفس اللهم ربنا أخرجه إلى فأكلمه قال فخرج من قبره فتى شاب فقلت أنت أفضل من ها هنا قال قد قالوا ذلك قلت فبأي شيء نلت ذلك فوالله ما أرى لك ذلك السن فأقول نلت ذلك بطول الحج والعمرة والجهاد في سبيل الله والعمل قال قد ابتليت بالمصائب فرزقت الصبر عليها فبذلك فضلتهم وهذه المرائي وإن لم تصح بمجردها لإثبات مثل ذلك فهي على كثرتها وأنها لا يحصيها إلا الله قد تواطأت على هذا المعنى وقد قال النبي أرى رؤياكم قد تواطأت على أنها في العشر الأواخر يعني ليلة القدر فإذا تواطأت رؤيا المؤمنين على شيء كان كتواطؤ روايتهم له وكتواطؤ رأيهم على استحسانه واستقباحه وما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن وما رأوه قبيحا فهو عند الله قبيح على ان لم نثبت هذا بمجرد الرؤيا بل بما ذكرناه من الحجج وغيرها...
-قال القسطلاني (ت:923هـ) في المواهب اللدنية (8/308): وينبغي للزائر له (ص) أن يكثر من الدعاء والتضرع والاستغاثة والتشفع والتوسع له (ص)، فجدير بمن استشفع به أن يشفعه الله فيه. قال: وإن الاستغاثة هي طلب الغوث فالمستغيث يطلب من المستغاث به إغاثته أن يحصل له الغوث، فلا فرق بين أن يعبر بلفظ الاستغاثة، أو التوسل، أو التشفع، أو التوجه أو التجوه لأنهما من الجاه والوجاهة، ومعناهما علو القدر والمنزلة وقد يتوسل بصاحب الجاه إلى من هو أعلى منه. قال: ثم إن كلا من الاستغاثة، والتوسل والتشفع، والتوجه بالنبي (ص) كما ذكره في تحقيق مصباح الظلام واقع في كل حال: النصرة قبل خلقه وبعد خلقه، في مدة حياته في الدنيا وبعد موته في البرزخ، وبعد البعث في عرصات القيامة ثم فصل ما وقع من التوسل والاستشفاع به (ص) في الحالات المذكورة.
-الحافظ السخاوي (ت:902هـ): قال في خاتمة شرح ألفية العراقي في الحديث (4/410): "سيدنا محمد سي الأنام كلهم ووسيلتنا وسندنا وذخرنا في الشدائد والنوازل صلى الله عليه وسلم")).
-الرازي: قال الرازي في تفسيره: "إن الارواح البشرية الخالية من العلائق الجسمانية المشتاقة إلى الاتصال بالعالم العلوي بعد خروجها من ظلمة الاجساد تذهب إلى عالم الملائكة ومنازل القدس، ويظهر منها آثار في أحوال هذا العالم، فهي المدبرات أمرا أليس الانسان قد يرى أستاذه في المنام ويسأله عن مسألة فيرشده إليها.
وقال الرازي في "المطالب العالية" وهو من أمتع كتبه في أصول الدين: في الفصل العاشر من المقالة الثالثة من الكتاب السابع منه: إن الانسان قد يرى أباه وأمه في المنام ويسألهما عن أشياء وهما يذكران أجوبة صحيحة، وربما أرشداه إلى دفين في موضع لا يعلمه أحد، ثم قال: أنا كنت صبيا في أول التعلم، وكنت أقرأ "حوادث لا أول لها" فرأيت في المنام أبي فقال لي: أجود الدلائل أن يقال الحركة إنتقال من حالة إلى حالة فهي تقتضي بحسب ماهيتها مسبوقيتها بالغير، والأزل ينافي مسبوقا بالغير، فوجب أن يكون الجمع بينهما محالا ثم قال المصنف والظاهر أن هذا الوجه أحسن ممن كل ما قيل في هذه المسألة.. في الفصل الثامن عشر من تلك المقالة – والفصل الثامن عشر في بيان كيفية الانتفاع بزيارة الموتى والقبور: "...سألني بعض أكابر الملوك عن المسألة، وهو الملك محمد بن سالم بن الحسين الغوري – وكان رجلا حسن السيرة مرضي الطريقة، شديد الميل إلى العلماء، قوي الرغبة في مجالسة أهل الدين والعقل – فكتبت فيها رسالة وأنا أذكر هنا مخلص ذلك فأقول للكلام فيه مقدمات.
*المقدمة الأولى: أنا قد دللنا على أن النفوس البشرية باقية بعد موت الأبدان، وتلك النفوس التي فارقت أبدانها أقوى من هذه النفوس المتعلقة بالأبدان من بعض الوجوه. أما أن النفوس المفارقة أقوى من هذه النفوس من بعض الوجوه، فهو أن تلك النفوس لما فارقت أبدانها فقد زال الغطاء، وانكشف لها عالم الغيب، وأسرار منازل الآخرة، وصارت العلوم التي كانت برهانية عند التعلق بالأبدان ضرورية بعد مفارقة الأبدان، لأن النفوس في الابدان كانت في عناء وغطاء، ولما زال البدن أشرفت تلك النفوس وتجلت وتلألأت، فحصل للنفوس المفارقة عن الأبدان بهذا الطريق نوع من الكمال. وأما أن النفوس المتعلقة بالأبدان أقوى من تلك النفوس المفارقة من وجه آخر فلأن آلات الكسب والطلب باقية لهذه النفوس بواسطة الأفكار المتلاحقة، والأنظار المتتالية تستفيد كل يوم علما جديدا، وهذه الحالة غير حاصلة للنفوس المفارقة.
*والمقدمة الثانية أن تعلق النفوس بأبدانها تعلق يشبه العشق الشديد، والحب التام، ولهذا السبب كان كل شيء تطلب تحصيله في الدنيا فإنما تطلبه لتتوصل به إلى إيصال الخير والراحة إلى هذا البدن. فإذا مات الانسان وفارقت النفس هذا البدن، فذلك الميل يبقى، وذلك العشق لا يزول وتبقى تلك النفوس عظيمة الميل إلى ذلك البدن، عظيمة الانجذاب إليه، على هذا المذهب الذي نصرناه من أن النفوس الناطقة مدركة للجزئيات، وأنها تبقى موصوفة بهذا الادراك بعد موتها،
*إذا عرفت هذه المقدمات فنقول: إن الانسان إذا ذهب إلى قبر إنسان قوي النفس، كامل الجوهر شديد التأثير، ووقف هناك ساعة، وتأثرت نفسه من تلك التربة – وقد عرفت أن لنفس ذلك الميت تعلقا بتلك التربة ايضا – فحينئذ يحصل لهذا الزائر الحي، ولنفس ذلك الميت ملاقاة بسبب إجتماعهما على تلك التربة، فصارت هاتان النفسان شبيهتين بمرآتين صقيلتين وضعتا بحيث ينعكس الشعاع من كل واحدة منهما إلى أخرى.
فكل ما حصل في نفس هذا الزائر الحي من المعارف البرهانية، والعلوم الكسبية، والاخلاق الفاضلة من الخضوع له، والرضا بقضاء الله ينعكس منه نور إلى روح ذلك الميت، وكل ما حصل ذلك الإنسان الميت من العلوم المشرقة الكاملة فإنه ينعكس منه نور إلى روح هذا الزائر الحي. وبهذا الطريق تكون تلك الزيارة سببا لحصول المنفعة الكبرى، والبهجة العظمى لروح الزائر، ولروح المزور، وهذا هو السبب الصلي في شرع الزيارة، ولا يبعد أن تحصل فيها أسرار أخرى أدق وأغمض مما ذكرنا. وتمام العلم بحقائق الأشياء ليس إلا عند الله اهـ.
*وقال العلامة السيد الشريف الجرجاني في أوائل حاشيته على (المطالع) عند بيان الشارح وجه الصلاة على النبي وآله عليه وعليهم الصلاة والسلام في أوائل الكتب، ووجه الحاجة إلى التوسل بهم في الاستفاضة: "فإن قيل هذا التوسل إنما يتصور إذا كانوا متعلقين بالأبدان، وأما إذا تجردوا عنها فلا، إذ لا وجهة مقتضية للمناسبة. قلنا يكفيه أنهم كانوا متعلقين بها متوجهين إلى تكميل النفوس الناقصة بهمة عالية، فإن أثر ذلك باق فيهم، وكذلك كانت زيارة مراقدهم معدة لفيضان أنوار كثيرة منهم على الزائرين كما يشاهده، أصحاب البصائر" اهـ

أدلة جواز الاستغاثة
لقد وردت أدلة كثيرة من السنة ومن آثار العلماء تثبت صحة وجواز الاستغاثة وإليك هذه الأدلة:
1- ورد في صحيح البخاري حديث الشفاعة وهو حديث صحيح مشهور وجاء في الحديث (إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد فيشفع ليقضى بين الخلق ( فبالله عليكم في ذلك الموقف الذي يقول الله فيه)لمن الملك اليوم الله الواحد القهار). لماذا لا يلجأ الناس إلى الله وهو وحده القادر على التخفيف عنهم لماذا يذهبون ويستغيثون بالأنبياء والرسل لماذا يتركون الله ويلجؤون لغيره والحديث جاء بلفظ (استغاثوا) وهي في أمر لا يملكه إلا الله.
2- جاء في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قص على اصحابه قصة السيدة هاجر هي وابنها في مكة قبل أن تبنى الكعبة بعد أن تركهما سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وفي ما قصه أنها لما سمعت صوتا عند الطفل قالت: "إن كان ذا غوث فأغثني" فاستغاثت فإذا بجبريل عليه السلام فغمز الأرض بعقبه فخرجت زمزم. هي تعلم أن صاحب الصوت لن يكون رب العالمين المنزه عن الزمان والمكان، ووجه الدلالة في هذا الحديث قول السيدة هاجر (إن كان ذا غوث فأغثني) فهو قول صريح بالاستغاثة والدليل الاولى هو أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي يروي الخبر ولم يقف عند موضوع الاستغاثة ولم يقل أنها لا تجوز او أنها شرك وهو الذي لا ينطق عن الهوى ولا تفوته فائتة أبدا في الدين.
3- روى البخاري في الأدب المفرد (1/335 برقم 964 طبعة دار البشائر الاسلامية – بيروت الطبعة الثالثة، 1409 -1989، بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي) في باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله: (حدثنا أو نعيم (الفضل بن دكين (قال حدثنا سفيان (الثوري) عن أبي إسحاق (السبيعي) عن عبد الرحمن بن سعد (القرشي العدوي) قال: خدرت رجل بن عمر فقال له رجل اذكر أحب الناس إليك فقال محمد)
قال محمد اليافعي: فهذا اسناد رجاله كلهم ثقات..
وسفيان الثوري سمع من أبي إسحاق قبل الاختلاط، فروايته عنه صحيحة.
ورواه ابن السني في عمل اليوم والليلة، فقال: (أخبرني أحمد بن الحسن الصوفي، حدثنا علي بن الجعد، ثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن سعد، قال: كنت عند ابن عمر، فخدرت رجله، فقلت: يا أبا عبد الرحمان، ما لرجلك؟ قال: اجتمع عصبها من هاهنا. قلت: ادع أحب الناس إليك. فقال: "يا محمد "فانبسطت (وذكره أيضا ابن تيمية في الكلم الطيب (1/174 برقم 237 طبعة المكتب الاسلامي – بيروت- الطبعة الثالثة – 1977 بتحقيق الالباني) في فصل في الرجل إذا خدرت: (وعن مجاهد قال: خدرت رجل رجل عند ابن عباس رضي الله عنهما فقال له ابن عباس: اذكر أحب الناس إليك فقال: محمد صلى الله عليه وسلم فذهب خدره) اهـ. فانظر كيف جعله ابن تيمية من الكلم الطيب ولم يعترض عليه!، وجعله في محل الاستشهاد دون الانكار.
وذكره ابن القيم في الوابل الصيب من الكلم الطيب (1/204 طبعة دار الكتاب العربي – بيروت الطبعة الاولى، ذ1405-1985، بتحقيق محمد عبد الرحمن عوض (مستشهدا به، فقال: (الفصل الثاني والخمسون: في الرجل إذا خدرت رجله عن الهيثم بن حنش قال: كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فخدرت رجله فقال له رجل: اذكر أحب الناس إليك فذكر محمدا فكأنما نشط من عقال وعن مجاهد رحمه الله قال: خدرت رجل رجل عند ابن عباس رضي الله عنهما فقال: اذكر أحب الناس إليك فقال: محمد صلى الله عليه وسلم فذهب خدره) اهـ.
وانظر كيف جعله الامام ابن القيم من الكلم الطيب في وابه الصيب!، وجعله أيضا في محل الاحتجاج به. وقال الشوكاني في التحفة (ص 308 طبعة دار القلم – بيروت- لبنان – 1984م الطبعة الاولى): (قال في النهاية: ومنه حديث ابن عمر أنها خدرت رجله فقيل له: ما لرجلك؟، فقال: اجتمع عصبها، قيل اذكر أحب الناس إليك؟، فقال: "يا محمد فبسطها" انتهى.
وانظر أيضا فعل الامام الشوكاني رحمه الله حيث ذكر هذه الروايات في تحفته ولم يعترض عليها ! بل جعلها في محل الاستدلال.
قال النووي في الاذكار: "باب ما يقول إذا خدرت رجله": روينا في كتاب ابن السني عن الهيثم ابن الحنش قال كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فخدرت رجله فقال رجل اذكر أحب الناس إليك فقال يا محمد صلى الله عليه وسلم فكأنما نشط من عقال.
ورويناه عن مجاهد قال خدرت رجل رجل عند ابن عباس فقال ابن عباس اذكر أحب الناس إليك فقال محمد صلى الله عليه وسلم فذهب خدره.
4- عن عبد الله ابن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا علي، يا عباد الله احبسوا علي، فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم) هذا الحديث يطعن فيه بعض المنكرين الذين لا يريدون أن تظهر الحقيقة لكن الكثير من علماء الأمة يذكرون الحديث في كتبهم وأسانيدهم فقد رواه الطبراني وأبو يعلى في مسنده وابن السني في عمل اليوم والليلة ورواه الامام النووي في الأذكار والسيوطي في الجامع الصغير والهيثمي في مجمع الزوائد ورواه الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب ورواه ابن القيم في كتابه الوابل الصيب وهو من أئمة السلفية، كل هؤلاء الأئمة ذكروه واستدلوا به فهل يجمع كل هؤلاء العلماء على حديث باطل؟
-ومثل ما ذكرناه ما أخرجه البزار في مسنده (كشف الاستار : 4/33-34): حدثنا موسى بن إسحاق، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فيناد: أعينوا عباد الله "وهو حديث صحيح لا غبار عليه فرجاله ثقات.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/132 : (رواه البزار ورجاله ثقات اهـ
قال الحافظ في تخريج الأذكار (شرح ابن علان 5/151 (حسن الاسناد غريب جدا)
واقتصار الحافظ على تحسينه هنا سببه وجود أسامة بن زيد الليثي في إسناده فقد اختلف فيه
وحسنه السخاوي أيضا في "الابتهاج بأذكار المسافر والحاج"
وحسنة الامام احمد ابن حنبل كما ورد عنه العمل به كما جاء في المسائل (217) والبيهقي في "الشعب" (2/455/2) وابن عساكر (3/72/1) من طريق عبد الله بن سند صحيح.
وحسنة الامام النووي في كتاب أذكار المسافر: (باب ما يقول إذا انفلتت دابته): ص331 من طبعة دار الفكر دمشق بتحقيق أحمد راتب حموش
بل حسنة الالباني فقال: بعد كتابة ما سبق وقفت على إسناد البزاز في "زوائده" (ص 303): حدثنا موسى بن إسحاق : حدثنا منجاب بن الحارث: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [عن أبان] ابن صالح
عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. قلت: وهذا إسناد حسن كما قالوا، فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد وهو الليثي وهو من رجال مسلم. السلسلة الضعيفة والموضوعة" (2/109) الامام احمد بن حنبل
قال ابنه عبد الله في "المسائل" (217): "سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج منها اثنتين [راكبا] وثلاثة ماشيا، أو اثنتين ماشيا وثلاثة راكبا، فضللت الطريق في حجة وكنت ماشيا، فجعلت أقول: (يا عابد الله دلونا على الطريق) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق. أو كما قال أبي.
ورواه أيضا بسند صحيح
البيهقي في "الشعب" (2/455/2) و
ابن عساكر (3/72/1) من طريق عبد الله
وذكرها ابن مفلح في الاداب الشرعية
بل الالباني صحح ما ورد عن الامام احمد ابن حنبل فقال في السلسلة الضعيفة والموضوعة" (2/109 (يبدو أن حديث ابن عباس الذي حسنه الحافظ كان الامام أحمد يقويه، لأنه قد عمل به، فقال ابنه عبد الله: "الحديث" (المسائل " 217).
ورواه البيهقي في "الشعب" (2/455/2)
ابن عساكر (3/72/1) من طريق عبد الله بسند صحيح.
-عمل الامام الطبراني بالحديث
رواه الطبراني في الكبير بإسناد ضعيف غير رواية البزار وقال بعد ذلك: وقد جرب ذلك (قام بتجربته والعمل به)
-الحافظ الهيثمي
قال الحافظ الهيثمي عن الحديث في المجمع (10/32) رجاله ثقات. وزاد الحافظ الهيثمي مؤكدا على رواية الطبراني مقرا قوله: وقد جرب ذلك
-عمل الامام النووي بالحديث
ذكر الامام النووي في الاذكار في كتاب أذكار المسافر: باب ما يقول إذا انفلتت دابته: ص331 من طبعة دار الفكر دمشق بتحقيق أحمد راتب حموش) ما نصه: روينا في كتاب ابن السني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إذا انلفتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد يا عباد الله احبسوا يا عباد الله احبسوا فإن لله عز وجل حاضرا سيحبسه). قلت: حكة لي بعض شيوخنا الكبار في العلم أنه انفلتت له دابة أظنها بغلة وكان يعرف هذا الحديث، فقاله، فحبسها الله عليهم في الحال. وكنت أنا مرة مع جماعة فانفلتت منها بهيمة وعجزوا عنها فقلته: فوقفت في الحال بغير سبب سوى هذا الكلام.
ابن تيمية
-ذكر ذلك ابن تيمية في الكلم الطيب ولم يعتبره من الكلم الخبيث بل من الكلم الطيب (98) حديث ص (177) وغيرهم كثير...
ولو فرضنا جدلا أن هذا الحديث الحسن موضوع فكيف يجوّز علماء الامة وأهل الحديث هذا الأمر ويقولون: وقد جرب ذلك ويعمل به جل الحفاظ والائمة الاعلام؟؟؟

قصة العتبى في التوسل

قال الامام الحافظ عماد الدين ابن كثير: ذكر جماعة منهم الشيخ أبو منصور الصباغ في كتابه الشامل (الحكاية المشهورة) عن العتبى قال: كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجاء أعرابي فقال السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك الى ربي ثم أنشد يقول:

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه: فطاب من طيبهن القاع والأكم

نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه: فيه العفاف وفيه الجود والكرم

ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال: (إلحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له). فهذه القصة رواها الامام النووي في كتابه المعروف بالإيضاح في الباب السادس ص498، ورواها أيضا الحافظ عماد الدين ابن كثير في تفسيره الشهير عند قوله تعالى: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم)... الاية. ورواها أيضا الشيخ أبو محمد ابن قدامة في كتابه المغني (ج3 ص556)، ونقلها أيضا الشيخ أبو الفرج ابن قدامة في كتابه الشرح الكبير (ج3 ص495)، ونقلها ايضا الشيخ منصور بن يونس البهوتي في كتابه المعروف بكشاف القناع من أشهر كتب المذهب الحنبلي (ج5 ص30). وذكر الامام القرطبي عمدة المفسرين قصة تشبهها في تفسيره المعروف بالجامع قال: روى أبو صادق عن علي قال: قدم علينا أعرابي بعد ما دفنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بثلاثة أيام فرمى بنفسه على قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحثا على رأسه من ترابه فقال: قلت يا رسول الله فسمعنا قولك، ووعيت عن الله فوعينا عنك وكان فيما أنزل الله عليك (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم).. الاية، وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي فنودي من القبر: إنه قد غفر لك. [تفسير القرطبي ج5 ص265].

هذه قصة العتبى وهؤلاء هم الذين نقلوها وسواء أكانت صحيحة أم ضعيفة من ناحية السند، الذي يعتمد عليه المحدثون في الحكم على أي خبر، فإننا نتساءل ونقول هل نقل هؤلاء الكفر والضلال؟.. أو نقلوا ما يدعو إلى الوثنية وعبادة القبور؟.

إذا كان الأمر كذلك فأي ثقة فيهم أو في كتبهم؟؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.

أبيات العتبى على شباك النبي صلى الله عليه وآله وسلم

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه *** فطاب من طيبهن القاع والأكم

نفسي الفداء لقبر أنت ساكنــه***فيه العفاف وفيه الجود والكرم

وهذه الابيات مكتوبة بفضل الله على المواجهة النبوية الشريفة في العامود الذي بين شباك الحجرة النبوية يراها القاصي والداني منذ مئات السنين.

الاستغاثة عند العلماء :

-قال القسطلاني: (ت:923هـ) في المواهب اللدنية (8/308): وينبغي للزائر له (ص) أن يكثر من الدعاء والتضرع والاستغاثة والتشفع والتوسل به (ص)، فجدير بمن استشفع الله فيه. قال: وإن الاستغاثة هي طلب الغوث فالمستغيث يطلب من المستغاث به إغاثته أن يحصل له الغوث، فلا فرق بين أن يعبر بلفظ الاستغاثة، أو التوسل، أو التشفع، أو التوجه أو التجوه لأنهما من الجاه والوجاهة، ومعناهما علو القدر والمنزلة وقد يتوسل بصاحب الجاه إلى من هو أعلى منه. قال: ثم إن كلا من الاستغاثة، والتوسل والتشفع، والتوجه بالنبي (ص) كما ذكره في تحقيق مصباح الظلام واقع في كل حال: النصرة قبل خلقه وبعد خلقه، في مدة حياته في الدنيا وبعد موته في البرزخ، وبعد البعث في عرصات القيامة.
ثم فصل ما وقع من التوسل والاستشفاع به (ص) في الحالات المذكورة.
-الحافظ السخاوي (ت:902هـ): قال في خاتمة الشرح ألفية العراقي في الحديث (4/410): 'سيدنا محمد سيد الأنام كلهم ووسيلتنا وسندنا وذخرنا في الشدائد والنوازل صلى الله عليه وسلم'))).
نقولات من سير أعلام النبلاء للامام الذهبي:
-محمد بن المنكدر في سير أعلام النبلاء (5/359):
قال مصعب بن عبد الله حدثني اسماعيل بن يعقوب التيمي قال كان ابن المنكدر يجلس مع اصحابه فكان يصيبه صمات فكان يقوم كما هو حتى يضع خده على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع فعوتب في ذلك فقال إنه يصيبني خطر فإذا وجدت ذلك استعنت بقبر النبي صلى الله عليه وسلم.
-وذكر أيضا في ترجمة ابن عبيد الله (21/25-253): قال أبو الربيع بن سالم الحافظ: كان وقع وفاة أبي محمد بن عبيد الله قحط مضر، فلما وضع على شفير القبر توسلوا به إلى الله في إغاثتهم فسقوا في تلك الليلة مطرا وابلا، وما اختلف الناس إلى قبره مدة الاسبوع إلا في الوحل والطين. انتهى
-الطبراني (ت:360) وابن المقرئ (ت:381) كما في سير أعلام النبلاء: (400/16) وروى عن أبي بكر بن أبي علي قال كان ابن المقرئ يقول كنت أنا والطبراني وأبو الشيخ بالمدينة فضاق بنا الوقت فواصلنا ذلك اليوم فلما كان وقت العشاء حضرت القبر وقلت يا رسول الله الجوع فقال لي الطبراني اجلس فإما أن يكون الرزق أو الموت فقمت أنا وأبو الشيخ فحضر الباب علوي ففتحنا له فإذا معه غلامان بقفتين فيهما شيء كثير وقال شكوتموني إلى النبي صلى الله عليه وسلم رأيته في النوم فأمرني بحمل شيء إليكم.
-يقول الذهبي في السير (18/101) في ترجمة الذهلي: "وكان ورعا تقيا محتشما يتبرك بقبره.

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في نهذيب التهذيب 7/338 في ترجمة الامام علي بن موسى الرضا:
قال الحاكم: وسمعت أبا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى يقول خرجنا مع امام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة وعديله أبي علي الثقفي مع جماعة من مشائخنا وهم إذ ذاك متوافرون إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضى بطوس قال فرأيت من تعظيمه يعني ابن خزيمة لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا منه.
قال في سير أعلام النبلاء 4/484:
عن حسن بن حسن بن علي أنه رأى رجلا وقف على البيت الذي فيه قبر النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له ويصلي عليه، فقال للرجل: لا تفعل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تتخذوا بيتي عيدا، ولا تجعلوا بيوتكم قبورا، وصلوا علي حيث ما كنتم، فإن صلاتكم تبلغني
قال: هذا مرسل، وما استدل حسن في فتواه بطائل من الدلالة.. فوالله ما يحصل الانزعاج لمسلم، والصياح وتقبيل الجدران، وكثرة البكاء، إلا وهو محب لله ولرسوله، فحبه المعيار والفارق بين أهل الجنة وأهل النار، فزيارة قبره من أفضل القرب، وشد الرحال إلى قبور الانبياء والاولياء، لئن سلمنا (يرد على شيخه ابن تيمية) أنه غير مأذون فيه لعموم قوله صلوات الله عليه: "لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد" فشد الرحال إلى نبينا صلى الله عليه وسلم مستلزم لشد الرحل إلى مسجده، وذلك مشروع بلا نزاع، إذ لا وصول إلى حجرته إلا بعد الدخول إلى مسجده، فليبدأ بتحية المسجد، ثم بتحية صاحب المسجد، رزقنا الله وإياكم ذلك آمين.
نقولات عن الامام الشوكاني
قال الامام الشوكاني في كتابه (الدر النضيد) ص 132 ما نصه:
((أنه لا بأس بالتوسل بنبي من الانبياء، أو ولي من الاولياء، أو عالم من العلماء، وأوضحنا ذلك بما لا مزيد عليه.. إلى أن قال: وأما إذا لم يقصد مجرد الزيارة بل قصد المشي إلى القبر ليفعل الدعاء عنده فقط، وجعل الزيارة تابعة لذلك، أو مشي لمجموع الزيارة والدعاء فقط، كان يغنيه أن يتوسل إلى الله بذلك الميت من الأعمال الصالحة من دون أن يمشي إلى القبر
فإن قال: إنما مشيت إلى قبره لأشير إليه عند التوسل به، فيقال له: إن الذي يعلم السر وأخفى، ويحول بين المرء وقلبه، ويطلع على خفيات الضمائر، وتنكشف لديه مكنونات السرائر، لا يحتاج منك إلى هذه الاشارة التي زعمت أنها الحاملة لك على قصد القبر، والمشي إليه، وقد كان يغنيك أن تذكر ذلك الميت باسمه، أو بما يتميز به عن غيره. انتهى
الشوكاني وقدرة الاولياء على التصرف بالكون
قال الشوكاني في كتابه قطر الولي على حديث ولي (ص257-259، بتحقيق وتقديم الدكتور ابراهيم ابراهيم هلال) ما نصه: (جواز الكرامات: ومن وُهب له هذه الموهوبات الجليلة وتفضل عليه بهذه الصفات الجميلة فغير بعيد، ولا مستنكر أن تظهر على يده من الكرامات التي لا تنافي الشريعة والتصرفات في مخلوقات الله عز وجل الوسيعة، لأنه إذا دعاه أجابه وإذا سأله أعطاه، ولم يصب من جعل ما يظهر من كثير من الاولياء من قطع للمسافات البعيدة، والمكاشفات المصيبة، والافعال التي تعجز عنها غالب القوى البشرية، من الافعال الشيكانية والتصرفات الابليسية.
فأن هذا غلط واضح، لأن من كان مجاب الدعوة لا يمتنع عليه أن يسأل الله أن يوصله إلى أبعد الامكنة التي لا تقطع طريقها إلا في شهور في لحظة يسيرة، وهو القادر القوي الذي ما شاءه كان، وما لم يشأه لم يكن، وأي بعد في أن يجيب الله دعوة من دعاه من أوليائه في مثل هذا المطلب وأشباهه.

وفي مثل هذا يقال ما قاله الشاعر:
والناس ألف منهم كواحد *** وواحد كالألف إن أمر عفا
وقال الآخر :
ولم أر أمثال الرجال تفاوتا *** من الناس حتى عد ألف بواحد
بل هذا الذي تفضل الله عليه بهذه التفضلات لا يعدله الألف ولا الآلاف ممن لم ينل ما نال، ولا ظفر بشيء من هذه الخصال.
فمالك والتلدد ** حول نجد *** وقد غصت تهامة بالرجال
ومن نظر في مثل الحلية لأبي نعيم، وصفوة الصفوة لابن الجوزي عرف صحة ما ذكرناه، وما كان عطاء ربك محظورا... إلى أن قال...: والحاصل أن الله سبحانه يتفضل على عباده بما يشاء، والفضل بيده، من شاء أعطاه، ومن شاء منعه.
وليس لنا أن ننكر إلا ما أنكرته الشريعة المطهرة.
فمن جاء بما يخالفها دفعناه ومنعناه.
وأما مجرد استبعاد أن يهب الله سبحانه لبعض عباده أمرا عظيما ويعطيه ما تتقاصر عنه قوى غيره من المنح الجليلة، والتفضلات الجزيلة فليس مرادات المتصفين بالانصاف

الامام الشوكاني والمكاشفات والكرامات وقوله بأن الاولياء يطلعهم الله على شيء من غيبه:
ذكر الشوكاني في البدر الطالع (1/276) في ترجمة صالح بن مهدي بن علي بن عبد الله بن سليمان بن محمد بن عبد الله ابن سليمان بن أسعد بن منصور المقبلي برقم (204) ما نصه: (وكان ينكر ما يدعيه الصوفية من الكشف فمرضت ابنته زينب في بيته من مكة وكان ملاصقا للحرم فكانت تخبره وهي من وراء جدار بما فعل في الحرم وكان يغلق عليها مرارا وتذكر أنها تشاهد كذا وكذا فيخرج إلى الحرم فيجد ما قالت حقا).
وقال أيضا في البدر الطالع (1/120) في ترجمة أحمد المكر برقم (79):
بفتح الميم والكاف وتشديد الراء المهملة رجل من أهل اليمن الاسفل رأيته في سنة 1215 وقد صار في سن عالية، أخبرني أنه في مائة وأربع وعشرين سنة ونصف سنة ومع هذا فهو صحيح العقل والحواس مستقيم القامة حسن العبارة وله تعلق بالتصوف تام ورأيته كثير المكاشفة.

وقال في (البدر الطالع) ج3 ص166-167 ما نصه: محمد بن حمزة الدمشقي ثم الرومي المعروف بابن شمس الدين الشيخ العارف بالله ولد بدمشق ثم ارتحل مع والده إلى الروم وقرأ على علمائها حتى صار مدرسا ببعض مدارسها ثم مال إلى التصوف فخدم الحاج بيرام ثم خدم الشيخ زين الدين الخافي رحل إليه إلى حلب ثم عاد إلى خدمة الشيخ الاول فحصل عنده الطريقة وصار مع كونه طبيبا للقلوب طبيبا للأبدان فإنه اشتهر أن الشجر كانت تناديه وتقول أنا شفاء من المرض الفلاني ثم اشتهرت بركته وظهر فضله حتى إن السلطان محمد خان سلطان الروم لما أراد فتح القسطنطينية دعاه للجهاد فقال صاحب الترجمة للسلطان سيدخل المسلمون القلعة في يوم كذا فجاء ذلك الوقت الذي عينه لفتح القلعة فحصل مع بعض أصحابه فزع شديد من السلطان على الشيخ إذا لم يصح الخبر فذهب إليه في تلك الحال فوجده في خيمته ساجدا على التراب مكشوف الرأس وهو يتضرع ويبكي فرفع رأسه وقام على جليه وكبر وقال الحمد لله منحنا فتح القلعة قال الراوي فنظرت الى القلعة فإذا العسكر قد دخلوا بأجمعهم ففرح السلطان بذلك وقال ليس فرحى لفتح القلعة إنما فرحى بوجود مثل هذا الرجل في زمني... وتحدث السلطان بعد ذلك أنه كان في قلبه شيء في حق الشيخ فلما ضمه زال ذلك ثم ان الشيخ جلس مع السلطان في خيمته إلى أن صلى به الفجر والسلطان جالس أمامه على ركبته يسمع الأوراد فلما أتمها ألتمس منه السلطان أن يعين قبر أبى أيوب لأنه كان يرى في التواريخ أن قبره قريب سور قسطنطينية فذهب الشيخ إلى هنالك وقال لعلى أجده فعاد وقال التقيت أنا وروح أبى أيوب وهناني بالفتح وقال شكر الله سعيكم حيث خلصتموني من ظلمة الكفر فقال السلطان إني أصدقك ولكن ألتمس منك أن تعين علامة أراها بعيني ويطمئن قلبي فقال الشيخ أحفروا هذا الموضع وستجدون بعد أن تحفروا ذراعين رخاما عليه خط فلما حفروا مقدار ذراعين ظهر الرخام عليه خط فقرأه من يعرفه فإذا هو قبر أبى أيوب فتحير السلطان محمد خان وغلب الحال عليه حتى كاد يسقط لولا أن أخذوه ثم أمر ببناء قبة على القبر ولما عاد لقي رجلا من أجلاف بلاد الروم وتحته فرس نفيس يميل إليه كل قلب وذهب الرجل ولم يلتفت إلى الشيخ ولم يسلم عليه فلم يذهب إلا قليلا حتى رجع ونزل عن فرسه ودفعه إلى الرجل وركب فرس الرجل فسأل الشيخ بعض أصحابه عن ذلك فقال لو كان لرجل عبد وكان في طاعته واستدعى منه يوما شيئا حقيرا هل يمعنه فقالوا لا فقال وأنا منذ ثلاثين سنة لم أخرج عن طاعة الله فلما مال قلبي الى هذا الفرس الهم الله ذلك الرجل حتى وهبه لي وله رحمة الله مصنفات منها رسالة في التصوف ورسالة أخرى في دفع مطاعن الصوفية ورسالة في علم الطب وكان له ابن صغير ولد مجذوبا فأنفق أنه دخل عند والده أمير يقال له ابن قطار وكان أطلس لا شعر بوجهه فقال ابن الشيخ لما رآه ما هذا رجل هذه امرأة فغضب عليه والده فقال الامير للشيخ أنه يدعه ولا يزجره عن الكلام وتضرع إلى الشيخ ثم قال الامير للولد المذكور ادع لي أن ينبت لحيتي فأخذ المجذوب من فمه بصاقا كثيرا ومسح بيده وجه الامير فطلعت لحيته فلما دخل الأمير على السلطان قال للوزراء اسألوه من أين حصلت له هذه اللحية فحكى له ما جرى فوقف على ذلك الصغير أوقافا..)). انتهى

وقال أيضا الشوكاني في كتابه (البدر الطالع) 2/331 ما نصه :
((يحيى بن محمد بن عبد الله بن الحسين ابن الامام القاسم ابن محمد الصنعاني أخذ العلم بصنعاء عن جماعة من العلماء وشارك في الفقه وغيره... وكان غالب اشتغاله بالطب والمعول عليه في صنعاء في مداواة المرضى وفيه بركة ظاهرة قل أن يداوى مريضا فلا يشفى ولم يكن ليأخذ على ذلك أجرا بل قد يسمح بأدوية لها قيمة ومقدار لكثير من الفقراء وله ما جريات في العلاجات يتواصفها الناس فمنها ما أخبرني به بعض الثقات أن رجلا حصل معه مرض ورمت عضداه حتى صارتا في العظم والصلابة بحيث إذا غمزتا بالاصبع غمزا ضديدا لا تدخل فيهما ولا يظهر لذلك أثر فذهب المخبر لي إلى صاحب الترجمة ووصف له ذلك فقال هذا المرض سببه أنه وضع قلنسوته التي تباشر رأسه وتتلوث بالعرق فلدغتها عقرب فصار فيها شيء من السم ثم وضع بعد ذلك القلنسوة على رأسه وعرق فتنزل ذلك في مسام الشعر واحتقن بالعضدين فهو لا شك ميت فكان الامر كما ذكره من موت ذلك المريض وله من ذلك عجائب وغرائب مع أنه لم يأخذ علم الطب عن شيوخ مشهورين بل كانت فايدته بالمطالعة والتجريب المتكرر والممارسة ولم يخلف بعده مثله...)). انتهى

أخيـــــــرا: جاء في صحيح البخاري : كتاب المناقب – باب: علامات النبوة في الاسلام. حدثنا سعيد بن شرحبيل: حدثنا ليث، عن يزيد، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر:
أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر فقال: (إني فرطكم، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر على حوضي الآن، وإني قد أعطيت خزائن مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف بعدي أن تشركوا، ولكن أخاف أن تنافسوا فيها) –أي الدنيا-.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الاصغر" قال: وما الشرك الاصغر يا رسول الله؟ قال: "الرياء، يقول اله عز وجل إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء؟".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: -للحافظ الهيثمي- كتاب الايمان- باب ما جاء في الرياء.
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم أنه لا يخاف علينا الشرك الاكبر ثم يأتي من يحذرنا منه مدعيا أنه يخشى علينا وعلى عقيدتنا فمن تصدق أيها المؤمن؟
ومن ذا الذي يكون أحرص علينا منه صلى الله عليه وسلم؟؟؟
إنتهى البحث وشكرا للأستاذ سيدي حمدة زردوم الذي قام بهذا المجهود...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بحث في التوســـــل الجزء الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بحث في التوســـــل الجزء الأول
» المولد النبوي الجزء الثاني
» المولد النبوي الجزء الرابعة
» المولد النبوي الجزء الخامس
» المولد النبوي الجزء السادسة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أحباب المصطفى صلي الله عليه و سلم :: محاضرات :: خطب-
انتقل الى: