أحباب المصطفى صلي الله عليه و سلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أحباب المصطفى صلي الله عليه و سلم

تصليات على سيد المرسلين- محاضرات دينية - اعلام الجريد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مامعنى تلقين الاسم الأعظم؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
روح الله

روح الله


المساهمات : 48
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
العمر : 77

مامعنى تلقين الاسم الأعظم؟ Empty
مُساهمةموضوع: مامعنى تلقين الاسم الأعظم؟   مامعنى تلقين الاسم الأعظم؟ Icon_minitime1السبت يناير 21, 2012 7:26 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد طه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين:

مامعنى تلقين الاسم الأعظم؟

الجواب عن هذا السؤال يقتضي تقسيمه إلى شقين :
الأول : معنى الاسم الأعظم .
الثاني : تلقين الاسم ومفاده .
الأول : معنى الاسم الأعظم : اختلف العلماء في وجود الاسم الأعظم لله سبحانه وتعالى فمن منكر لما سمّي بالاسم الأعظم أصلاً لأن أسماؤه تعالى كلها عظيمة ومن قائل بذلك وهؤلاء اختلفوا في تعيينه ولقد جمع الإمام السيوطي تلك الأقوال حتى أوصلها إلى عشرين قولاً .
هذا وإن قلنا بأن لله تعالى اسماً أعظماً فلا يعني ذلك أن غيره ليس بعظيم فنحن نؤمن بأن أسمائه تعالى كلها عظمى ولكن التفاضل في العظمة يجعل منها عظمى وأعظم ولقد سأل رجل أبا يزيد البسطامي رضي الله تعالى عنه عن اسم الله الأعظم فقال: أرني الاسم الأصغر حتى أريك الاسم الأعظم.
والتحقيق عند الصوفية أن اسم الله الأعظم جوهرة مكنونة صانها الله تعالى عمن ليس أهلاً لها يطلبها الصادقون من عباده فهو أي الاسم الأعظم حال يتحقق به العبد لا قال ينطق به ويذكره .
روى أبو نعيم في الحلية عن أبي يزيد البسطامي أنه سأل رجل عن الاسم الأعظم فقال : ليس له حد محدود إنما هو فراغ قلبك لوحدانيته فإذا كنت كذلك فافزع إلى أي اسم شئت فإنك تسير به إلى المشرق والمغرب .
وما عناه أن الاسم الأعظم هو تجلي معنى الوحدانية على قلب العبد فلم يبق للسوى وجود فهو بذلك حال يصله العبد لا قال ينطق به ويردده .
وروى أبو نعيم في الحلية أيضاً عن أبي سليمان الداراني قال : سألت بعض المشايخ عن اسم الله الأعظم قال : تعرف قلبك قلت : نعم قال : فإذا رأيته قد أقبل ورقَّ فسل الله حاجتك فذاك الاسم الأعظم .
ألا ترى أن رقة القلب هي المعول عليها وأن الدعاء بأسمائه مشروطة برقة القلب حتى يسمى بالاسم الأعظم.
وأخرج أيضاً عن ابن الربيع السائح أن رجلاً قال له: علمني الاسم الأعظم قال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم أطع الله يطعك كل شيء.فمن هذا يتبين أن الاسم الأعظم حالة ذوقية وجدانية يتحقق بها المريد بعد طول جهاد ومصابرة بحيث يصير الحق سبحانه مشهوداً في كل الأنفاس فأنى نظر فثم وجه الله وهذا هو ما يسمى عند أهل الله بمقام الفناء وهو المنصوص عليه في الحديث الذي رواه مسلم عن سيدنا عمر وفيه : ثم سأل عن الإحسان ، قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
يروى عن سيدنا أبي الحسن الشاذلي أنه جاء إلى شيخه عبد السلام بن مشيش وفي ذهنه أن يسأله عن اسم الله الأعظم وكان في حجر سيدي عبد السلام بن مشيش غلام فقام إلى أبي الحسن وقال : تريد أن تسأل الشيخ عن الاسم الأعظم ؟ هو أن تصير أنت الاسم الأعظم .
غير أن هذا المقام لا ينال إلا بذكر اللسان أولاً ثم الجنان ثم الشهود والعيان.
فلا بد إذن من اسم من أسماء الله تعالى يكثر المريد من ترديده وذكره حتى تنكشف له الحجب ويذوق لذة القرب ولقد رأى كثير من أهل العلم أن الاسم الذي ينقلك إلى التحقق باسم الله الأعظم هو لفظ الجلالة ( الله ) ومنهم سادتنا في الطريقة الشاذلية فلقد عرف عندهم الذكر باسم الجلالة ( الله ) مع مد الصوت ( الله ) حتى ينقطع النفس ويسمى بالورد الخاص يؤذن به المريد بعد إدخاله الخلوة ليبقى على صلة بهذا الاسم صباحاً ومساءً وفي أوقات الفراغ .
الدليل على جواز الذكر باسم ( الله ) :
قال الله تعالى : (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)-الإنسان 25- ويقول : (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا)-المزمل8- والاسم الجامع العام الأشهر هو ( الله ) .
قال الله تعالى: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)-الأعراف180- والدعاء ذكر والذكر دعاء وكلاهما يشمل ترديد اسمه تعالى مفرداً ومجرداً ومنها اسم الجلالة(الله)
قال الله تعالى : (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ )-الاسراء110- أي : أي اذكره تعالى باسمه ( الله ) أو اسمه ( الرحمن ) .
قال تعالى : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)-الأعلى1- أي قدس اسم ربك عن النقص في الزمان والمكان والإمكان وإسم ربك هو ( الله ) .
قال تعالى: (قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ)-الأنعام91- وهذا أمر صريح بذكر اسم الجلالة ( الله ).
في صحيح مسلم: ( لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول: الله الله ) أي ذكراً ومعرفة ولو لم يكن في هذا الباب إلا هذا الدليل لكفى.
هذا ولفظ الجلالة هو الاسم المفرد غير المشتق وهو لا يثنّى ولا يجمع ولا يسمى به غير الله وهو يوصف كل الأسماء الحسنى ولا يكون وصفاً لها وعدد مرات وروده في القرآن لا يضاهيها اسم سواه.وهو اسم تام من ذاته فأي حرف أسقطته من بنائه بقي منه ما يدل على الألوهية أو يشير إليها.
كذلك هو الاسم الأوحد الذي يدل على الذات بالذات وبقية الأسماء دلالات على المعاني والصفات وكلها تصلح للخلق إلا اسمه تعالى ( الله ) فهو العلم الأقدس على الألوهية لا سواها .
الشق الثاني من السؤال: ما معنى تلقين الاسم الأعظم ؟.
الجواب: لئن كان الاسم الأعظم هو إفراغ القلب لوحدانيته وذكره في كل الأنفاس حتى يتحقق بالإحسان فأينما تولى فثم وجه الله يشهده فالتلقين هو وضع المريد في هذا المقام وهذا لا يكون إلا لمن سبقت له من الله الخصوصية.
أخرج مسلم عن سيدنا أُبي بن كعب قال : كنت في المسجد فدخل رجل فصلّى فقرأ قراءة أنكرتها عليه ، ثم دخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه فلمّا قضيا الصلاة دخلنا جميعاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه فدخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرآ فحسَّن النبي شأنهما فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية فلما رأى رسول الله ما غشيني ضرب في صدري ففضت عرقاً وكأني أنظر إلى الله عز وجل فرقاً ).
ولنقف على موضع الشاهد من الحديث (وكأني أنظر إلى الله عز وجل فرقاً ) هذا هو ما يسمى عند الصوفية بمقام الشهود وهو نفسه مقام الإحسان ، وانظر إلى اللفظين المتقاربين فهناك ( كأنك تراه ) وهنا ( كأني أنظر )فهو ليس رؤية وليس نظر فجَلَّ الله عز وجل عن الإحاطة والإدراك ولكنه مثلهما يعجز العقل والفكر عن وصفه فلا يجد اللسان لذلك إلا تشبيهه بالرؤية والنظر
وفي هذا الحديث دليل على تلقين النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا أبي بن كعب الاسم الأعظم حتى زجه في النور فلا يرى ما سواه إذ لا غير مع وجوده.
وعلى هذا الحال تحققاً وتحقيقاً رجال ورثوا ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرج الإمام أحمد في مسنده: ( العلماء ورثة الأنبياء ) فحال الأنبياء وقالهم موروث الأول لمن سمّوا بالصوفية والثاني لمن سُمُّوا بالفقهاء.
قال سيدي ابن عطاء الله السكندري في وصف الشيخ :
( شيخك هو الذي ما زال يجلوا مرآة قلبك حتى تجلت فيها أنوار ربك، أنهضك إلى الله فنهضت إليه وسار بك حتى وصلت إليه وما زال غازياً لك حتى ألقاك بين يديه فزجَّ بك في نور الحضرة وقال: ها أنت وربك ).
والشيخ بخصوصيته يضع المريدين في مقام الاسم الأعظم كلٌ على قدر همته فمنهم بنظرة ومنهم بأنفاس معدودة وكانوا سابقا يؤمرون باالخلوة وهي:
انعزال في مسجد أو غيره من أجل ذكر لفظ الجلالة ( الله ) مع مد الصوت حتى ينقطع النفس.
يبدأ المريد بتشخيص حروف الاسم الذي وضع أمامه وقد كتب بأحرف من نور.
وإذا ما تشخص الاسم ارتحلت الغفلة وعرج المريد بروحه في ملكوت السموات حتى العرش والكرسي والأقلام .
ثم يدخل مقام الجبروت ويذوق طعم المعرفة بالله .
وبعد ذلك يعود إلى مقام البقاء بعد الفناء ليكون مع الناس بجسده ومع الخالق بقلبه.
يؤمر بعد ذلك بالمواضبة على ذكر الاسم ( الله ) صباحاً ومساءً حتى يبقى على صلة بالله سبحانه وتعالى .
وعندها يعيش في مقام الملك المحمدي ويؤمر بالتمسك الكامل بالشريعة المحمدية إذ عنوان الطريق حسن الإتباع لسيد الكائنات سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلم.

مقتبس من العلاوية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مامعنى تلقين الاسم الأعظم؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صلاة الاسم الأعظم لسيدي العارف بالله محمد تقي الدين الحنبلي الدمشقي:

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أحباب المصطفى صلي الله عليه و سلم :: محاضرات :: خطب-
انتقل الى: