أحباب المصطفى صلي الله عليه و سلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أحباب المصطفى صلي الله عليه و سلم

تصليات على سيد المرسلين- محاضرات دينية - اعلام الجريد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قرااة القران للميت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
روح الله

روح الله


المساهمات : 48
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
العمر : 77

قرااة القران للميت Empty
مُساهمةموضوع: قرااة القران للميت   قرااة القران للميت Icon_minitime1الثلاثاء يناير 24, 2012 9:29 pm


نقلت لحضراتكم من منتدى نسيج حول آراء الفقهاء والعلماء وأدلتهم في مسألة وصول ثواب قراءة القرآن إلى الميت


سبحان الله إن الذي قضى لهذه المذاهب الفقهية الكريمة العظيمة أن تبقى طوال اثنا عشر قرنا من الزمان كان غافلا عن دينه وشريعته حتى يمكن لهم في الأرض ألم يقل الله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105)}} ويقول سبحانه وتعالى {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}} فهؤلاء الفقهاء الأجلاء الذين ورثوا الأرض بعلمهم حتى عم الخافقين أصبحنا نتاجهل آراءهم واجتهاداتهم ونعتمد على اجتهاداتنا وآرائنا القاصرة قليلة العلم والإدراك ثم نحسب أننا نحسن صنعا،

وها أنا ذا أعرض بين أيدي القراء الكرام آراء العلماء والفقهاء في هذه المسألة فأقول: اختلف العلماء في وصول ثواب القرآن للميت إلى فريقين،
الفريق الأول: جمهور السلف والأئمة الثلاثة: أبو حنيفة( ) ومالك( ) وأحمد( )، وكثير من فقهاء الشافعية قالوا بوصول ثواب قراءة القرآن للمتوفى. قال الشوكاني وهذا هو القول الأرجح دليلاً( ).

الفريق الثاني:ما ذهب إليه الشافعي(( وسلفية العقود الحديثة حيث قالوا)): يلحق الميت من فعل غيره وعمله ثلاث حج يؤدى عنه، ومال يتصدق به عنه أو يقضى، ودعاء، فأما ما سوى ذلك من صلاة أو صيام فهو لفاعله دون الميت( )، إلا أن كثيرا من فقهاء الشافعية خالفوه وقالوا بوصول ثواب القراءة للميت كما سأذكره.

فلنستعرض أولا أقوال الفقهاء من المذاهب الأربعة وغيرهم لنرى رأيهم وأدلتهم من الكتاب والسنة في وصول ثواب القراءة للمتوفى، أقول وبالله التوفيق:
السادة الحنفية
قال ابن نجيم( ) : والأصل فيه أن الإنسان له أن يجعل ثواب عمله لغيره صلاة أو صوما أو صدقة أو قراءة قرآن أو ذكرا أو طوافا أو حجا أو عمرة أو غير ذلك عند أصحابنا للكتاب والسنة ( ).
السادة المالكية
وقال الدسوقي من المالكية: وذكر ابن فرحون أن جواز الإجارة على قراءة القرآن مبني على وصول ثواب القرآن لمن قرئ لأجله كالميت، ثم استدل على أن الراجح وصول ذلك له بكلام ابن أبي زيد( ) وغيره( ).
رأي الشافعية
ومن كتب الشافعية في الفقه ما نصه: إذا نوى ثواب القراءة للميت ودعا حصل له ثوابها( )، وحكى الإمام النووي( ) في شرح مسلم( ) والأذكار( ) وجها أن ثواب القراءة يصل إلى الميت كمذهب الأئمة الثلاثة، واختاره جماعة من الأصحاب منهم ابن الصلاح( )، والمحب الطبري( )، وابن أبي الدم( )، وصاحب الذخائر( )، وابن أبي عصرون( )، وعليه عمل الناس وما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن( )، وفي كتاب إعانة الطالبين( ) ما نصه: قوله( لا يصل ثوابها إلى الميت ) ضعيف ( وقوله وقال بعض أصحابنا يصل ) معتمد( ).

وقال السبكي: ( ) الذي دل عليه الخبر بالاستنباط أن بعض القرآن إذا قصد به نفع الميت وتخفيف ما هو فيه نفعه، إذ ثبت أن الفاتحة لما قصد بها القارئ نفع الملدوغ نفعته، وإذا نفعت الحي بالقصد كان نفع الميت بها أولى( ).

وقال النووي: ومعلوم أن الميت لا يلحقه ثواب القراءة، ولكي يصل الثواب إلى الميت فإن له طريقين: أحدهما: أن يعقب القراءة بالدعاء للميت لأن الدعاء يلحقه، والدعاء بعد القراءة أقرب إجابة وأكثر بركة.

والثاني: ذكر الشيخ عبد الكريم السالوسي أنه: إن نوى القارىء بقراءته أن يكون ثوابها للميت لم يلحقه، وإن قرأ ثم جعل ما حصل من الأجر له – أي للميت - فهذا دعاء بحصول ذلك الأجر للميت فينفع الميت( ).
رأي الحنابلة
قال البهوتي( ) من الحنابلة في كشاف القناع: ولا تكره القراءة على القبر و لا في المقبرة بل تستحب( ). وقال ابن مفلح( ): ولا تكره القراءة على القبر في أصح الروايتين( )،وهذا عام في كتب الفقه الحنبلي( ).
رأي ابن تيمية
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وأما الاستئجار لنفس القراءة -أي قراءة القرآن- والإهداء فلا يصح ذلك .. فلا يجوز إيقاعها إلا على وجه التقرب إلى الله تعالى، وإذا فعلت بعروض لم يكن فيها أجر بالاتفاق لأن الله إنما يقبل من العمل ما أريد به وجهه( ).

فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية يرى عدم صحة القراءة بالاستئجار فقط، ولا يمنع القراءة على الموتى تطوعا. ومفهوم كلامه وصول ثواب القراءة للقرآن للميت تطوعا فقط أي من غير أجرة.
رأي ابن القيم
وقال العلامة ابن القيم رحمه الله : ( وأما قراءة القرآن وإهداؤها له تطوعاً بغير أجرة فهذا يصل إليه كما يصل ثواب الصوم والحج.
فإن قيل هذا لم يكن معروفاً في السلف، ولا يمكن نقله عن واحد منهم مع شدة حرصهم على الخير ولا أرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إليه، وقد أرشدهم إلى الدعاء والاستغفار والصدقة والحج والصيام فلو كان ثواب القراءة يصل لأرشدهم إليه ولكانوا يفعلونه.

فالجواب أن مورد هذا السؤال إن كان معترفاً بوصول ثواب الحج والصيام والدعاء والاستغفار قيل له: ما هذه الخاصية التي منعت وصول ثواب القرآن واقتضت وصول ثواب هذه الأعمال، وهل هذا إلا تفريق بين المتماثلات وأن من لم يعترف بوصول تلك الأشياء إلى الميت فهو محجوج بالكتاب والسنة والإجماع وقواعد الشرع.

وأما السبب الذي لأجله لم يظهر ذلك في السلف فهو أنهم لم يكن لهم أوقات على من يقرأ ويهدي إلى الموتى، ولا كانوا يعرفون ذلك ألبتة، ولا كانوا يقصدون القبر للقراءة عنده كما يفعله الناس اليوم، ولا كان أحدهم يشهد من حضره من الناس على أن ثواب هذه القراءة لفلان الميت بل ولا ثواب هذه الصدقة والصوم.

ثم يقال لهذا القائل لو كلفت أن تفعل عن واحد من السلف أنه قال اللهم ثواب هذا الصوم لفلان لعجزت فإن القوم كانوا أحرص شيء على كتمان أعمال البر فلم يكونوا يشهدون على الله بإيصال ثوابها إلى أمواتهم.

فإن قيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرشدهم إلى الصوم والصدقة والحج دون القراءة قيل: هو صلى الله عليه وسلم لم يبتدئهم بذلك بل خرج ذلك منه مخرج الجواب لهم فهذا سأله عن الحج عن ميته فأذن له، وهذا سأله عن الصيام عنه فأذن له وهذا سأله عن الصدقة فأذن له ، ولم يمنعهم مما سوى ذلك وأي فرق بين وصول ثواب الصوم الذي هو مجرد نية وإمساك وبين وصول ثواب القراءة والذكر مهما عمل وقربة؟؟ !!.)( ) .

النتيجة :
نلاحظ مما تقدم اتفاق فقهاء المذاهب الأربعة على وصول ثواب قراءة القرآن للميت، وكذلك ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهم الله تعالى، سواء تمت القراءة من الولد أو من غيره، سواء كانت تطوعا عند البعض أو باستئجار من يقرأ للمتوفى أسوة بالعبادات الأخرى.

[

أدلة الجمهور القائلين بوصول ثواب قراءة القرآن للميت

استدل جمهور الفقهاء والسلف القائلون بوصول ثواب القراءة للميت بآيات من كتاب الله سبحانه وتعالى وأحاديث صحيحة عامة وخاصة تدل على وصول ثواب عمل الآخرين إلى الميت ومنها:

الأدلة من القرآن الكريم:
أولا : قول الله تعالى:{ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ }( ).
فقد أفادت هذه الآية الكريمة أن الله جل جلاله قد أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالاستغفار للمؤمنين والمؤمنات، وهذا فيه دلالة واضحة على انتفاعهم بهذا الاستغفار.

قال الإمام الرازي( ) في تفسيره للآية الكريمة: دلت الآية على أنه تعالى بأن يستغفر لكل المؤمنين والمؤمنات وقد بينا في تفسير قولهأمر محمداً تعالى {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}( ) أن صاحب الكبيرة مؤمن وإذا استغفر لهم وإذا كان كذلك ثبت أن الله تعالى قدكان كذلك ثبت أن محمداً غفر لهم وإلا لكان الله تعالى قد أمره بالدعاء ليرد دعاءه، فيصير ذلك محض ، فدل على أن اللهالتحقير والإيذاء وهو غير لائق بالله تعالى ولا بمحمد تعالى لما أمر محمداً بالاستغفار لكل العصاة فقد استجاب دعاءه، وذلك إنما يتم لو غفر لهم( ).

ثانيا : قول الله تعالى:{ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ }( ).

وقد أفادت الآية الثانية مشروعية الدعاء من أحياء المسلين لأمواتهم، قال الإمام الرزي: واعلم أن هذه الآيات قد استوعبت جميع المؤمنين لأنهم إما المهاجرون أو الأنصار أو الذين جاءوا من بعدهم وبين أن من شأن من جاء من بعد المهاجرين والأنصار أن يذكر السابقين وهم المهاجرون والأنصار بالدعاء والرحمة ( ).

ودعا النبي صلى الله عليه وسلم لأبي سلمة حين مات وللميت الذي صلى عليه في حديث عوف بن مالك( )، ودعا لكل ميت صلي عليه( ).

الأدلة من السنة النبوية

وأما الأدلة من السنة الشريفة فأحاديث كثيرة صحيحة عامة وخاصة تدل على وصول ثواب عمل الآخرين إلى الميت منها:
أولا: وصول ثواب الصدقة للميت

فعن عائشة رضي الله عنها أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( يا رسول الله إن أمي افتلتت( ) نفسها ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت، أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: نعم)( ).

فقد أفاد الحديث الشريف أن من تصدق عن ميته وفي ثوابه فإن ثواب الصدقة يصل إلى هذا الميت، وهذه صدقة غير موصى بها ولكن تبرع ابنها من غير وصية ومع ذلك فقد بين له عليه الصلاة والسلام بأن لها أجر إن تصدق عنها بمعنى أن ثواب الصدقة يصلها.

ثانيا : وصول ثواب الحج للميت

وكذلك أخبرنا الصادق المصدوق أن من أدى عبادة الحج عن أحد من الناس نيابة عنه، وكان الآخر غير قادر على أداء مناسك الحج لكبر أو مرض أو ضعف، أو تخلف عقلي أو جنون أو موت ونحو ذلك فإن الواجب يسقط عن المؤدى عنه ويكون كمن قام هو بأداء هذا النسك، وبالتالي فإن ثواب ذلك يصل إليه، ويسقط عنه الواجب، فقد جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن فريضة الله في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟ قال: أرأيت لو كان على أبيك دين أكنت قاضيته؟ قالت: نعم، قال: فدين الله أحق أن يقضى)( ).

دل الحديث الشريف على مسألتين الأولى مشروعية أداء عبادة الحج عن غير القادر على أدائها، سواء كان ذلك من ماله أو من مال المتبرع بأداء النسك، وجواز قضاء الدين عن الميت سواء كان ماديا أو من العبادات كمن كان مورثه لا يؤدي زكاة أمواله، أو كانت عليه ديون ولم يترك مالا، فلم يؤدها المسلم لأي عذرفإنها تقع عنه متى ما نوى الوارث ذلك. وبهذا يخفف الحساب عن الميت فيما لم يؤد من ديون الناس أو من العبادات سواء أوصى بذلك أو لم يوص.

ثالثا: وصول ثواب الصيام للميت
وكذلك بالنسبة للصيام فقد أخبرنا عليه الصلاة والسلام أن من صام عن مورثه فإن الصيام يقع عن من نوي له الصوم، وبالتالي فإن ثواب ذلك الصيام يصل إلى المتوفى.
فعن ابن عباس( ) رضي الله عنهما أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أمي ماتت وعليها صوم شهر فقال: ( أرأيت لو كان عليها دين أكنت تقضينه ؟ قالت: نعم، قال فدين الله أحق بالقضاء) ( ).

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وعليه صيام صام عنه وليه) ( ).

فهذه أحاديث صحاح وفيها دلالة على انتفاع الميت بعمل غيره، لأن الصوم والحج والدعاء والاستغفار عبادات بدنية وقد أوصل الله نفعها إلى الميت فكذلك ما سواها.

رابعا: وصول ثواب عموم الخيرات إلى الميت
كما أخبرنا عليه الصلاة والسلام عن وصول ثواب جميع الخيرات إلى أموات المسلمين فقط دون غيرهم، فعن عمرو بن شعيب( ) عن أبيه( ) عن جده( )، أن العاص بن وائل( ) أوصى أن يعتق عنه مائة رقبة، فأعتق ابنه هشام( ) خمسين رقبة، فأراد ابنه عمرو أن يعتق عنه الخمسين الباقية، فقال: حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إن أبي أوصى بعتق مائة رقبة، وإن هشاما أعتق عنه خمسين، وبقيت عليه خمسون رقبة، أفأعتق عنه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنه لو كان مسلما فأعتقتم عنه أو تصدقتم عنه أو حججتم عنه بلغه ذلك) ( ) .

فقد أرشدنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وصول ثواب جميع الأعمال الخيرية إلى أموات المسلمين من عتق أو صدقة أو حج، وهذا عام في حج التطوع وغيره ولأنه عمل بر وطاعة فوصل نفعه وثوابه كالصدقة والصيام والحج الواجب غيرها من العبادات قياسا عليها.

خامسا: وصول ثواب الصلاة للميت وغيرها
ومنها: وصول ثواب الصلاة عن الميت، فعن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي( ) قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما ؟ قال: ( نعم الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما) ( ) .

وقد أفاد الحديث الشريف فوائد عديدة منها: وصول ثواب الصلاة للوالدين إذا حملنا اللفظ على ظاهره، وإذا حملناه على غير ظاهره فالمراد الدعاء لهما، والاستغفار لهما، كما في قوله تعالى: {َ ربَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ}( ). وإنفاذ عهدهما، وصلة الرحم وإكرام صديقهما، وعلى الرغم من اختلاف أهل الرواية في صحته، فإن ذلك لا يجعله متروكا لأنه ورد في فضائل الأعمال.
وعن عبدالله بن دينار( ) عن عبدالله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه)( ).

وفي هذا الحديث بيان لفضل صلة أصدقاء الأب والإحسان إليهم وإكرامهم، وهو متضمن لبر الأب وإكرامه لكونه بسببه ظهر إلى الدنيا ووجد فيها، وبسبب عنايته وتربيته له وقيامه بحقوقه التي أوجبها الله تعالى على الآباء، وتلتحق به أصدقاء الأم والأجداد والمشايخ والزوج والزوج، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرم خلائل خديجة رضي الله عنها لمكانتها عنده ووفاء لها رضي الله عنها، وكل ثوابه يصل إلى الوالدين ومن قصد إيصال الثواب إليه.

سادسا: وصول ثواب أداء النذر عن الميت:ومن الأعمال التي يصل ثوابها للميت، أداء النذر عنه إذا لم يوف به حال حياته، فعن ابن عباس أن امرأة قالت: يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم نذر، فقال أرأيت لو كان على أمك دين فقضيته أكان يؤدي ذلك عنها؟ قالت: نعم قال: فصومي)( ).
فقد بين هذا الحديث أن النذر دين يجب أداؤه على الناذر، لقوله تعالى : {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}( ) وحيث إن الميت لم يؤد نذره فقد أمسى في ذمته وما دام في ذمته فعليه إثم التقصير، ويرتفع ذلك بأداء مورثه عنه أو غيره من المسلمين، كمن أدى دين أخيه المسلم، وبذلك يصل الثواب للمفعول عنه.

سابعا: وصول ثواب الأضحية عن الأحياء والأموات
وأخرج الحاكم( ) عن حذيفة بن أسيد( ) رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يقرب كبشين أملحين فيذبح أحدهما فيقول : ( اللهم هذا عن محمد و آل محمد و يقرب الآخر فيقول : اللهم هذا عن أمتي من شهد لك بالتوحيد و لي بالبلاغ)( )، وفيه إشارة إلى أن الإنسان ينفعه عمل غيره( ) بدليل أنه عليه الصلاة والسلام جعل أحد الأضحيتين عن أمته عليه الصلاة والسلام، وجعل الآخرى عن آل بيته الكرام رضي الله عنهم.

يلاحظ في هذا الحديث والأحاديث الأخرى أن أضحية النبي صلى الله عليه وسلم عن أمته وعن آل بيته ليست من عملهم ومع ذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم ثواب ذلك إليهم، فما الفرق بين الأضحية والحج والصيام والصدقة وبين قراءة القرآن الكريم؟.

فهذه أدلة صحيحة على أن عمل غير الميت يصل ثوابه إليه، فكل ما ذكر من الحج والصيام والصلاة والصدقة والنذر ليست من أعمال الميت إنما هي من أعمال الآخرين ومع ذلك يصل ثوابها إلى الميت بمقتضى صريح الأحاديث والأخبار الصحيحة، فما المانع من وصول ثواب قراءة القرآن للميت وهو من أعمال الآخرين.
وبالتالي فإن الحديث الوارد في تخصيص بعض الأمور التي يصل ثوابها فإنه إنما جاء على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر والله أعلم.

كما أنه لم يرد نهي عن فعل ذلك ولو ورد نهي لكان للمانعين حجة فيما ذهبوا إليه.

أدلة أخرى:

ثامنا: قراءة سورة يسين على الموتى
واستدل أيضا بقراءة يس من الولد وغيره لحديث اقرؤوا على موتاكم يس)( )، وهو شامل للميت بل هو الحقيقة فيه. ومن قال أنه خاص للمحتضر الذي قاربته الوفاة فليس كذلك، لأته مادام يحتضر لا يقال له ميت، إنما الميت من خرجت روحه من جسده. فهذا الخبر فيه دلالة واضحة على صحة جواز قراءة سورة يس بعد وفاة الإنسان واللفظ يحتمل هذا المعنى، كما يحتمل ما ذهبوا إليه لكن اللغة ترجح أن المراد بعد الوفاة، واقتصاره على المحتضر تحكم.

تاسعا: الدعاء من الولد لوالده

واستدلوا أيضا بالدعاء من الولد وغيره لحديث: ( أو ولد صالح يدعو له) ( ). فدعاء الولد ليس من عمل الميت ومع ذلك فإن الله سبحانه وتعالى يرفع درجاته أو يخفف عنه بسبب دعاء الولد له.

عاشرا: الاستغفار للميت

وكذلك يستدل بحديث (استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت)( )، فالاستغفار من الآخرين ليس من عمل الميت، وهذا يدل على أن جميع ما يفعله الولد لوالديه وغيره من المسلمين من أعمال البر يصل ثوابها إلى الميت.
ومما ورد في شأن استغفار النبي صلى الله عليه وسلم لأهل المقابر روايات منها عن سليمان بن بريدة( ) عن أبيه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مر على القبور قال السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون غفر الله العظيم لنا ولكم ورحمنا وإياكم)( ).

الأدلة من الآثار

واستدلوا أيضا بما روي من الآثار بما أخرج أبو محمد السمرقندي( ) في فضائل قل هو الله أحد عن علي مرفوعا قوله: من مر على المقابر وقرأ قل هو الله أحد إحدى عشرة مرة ثم وهب أجره للأموات أعطي من الأجر بعدد الأموات( ).

قال ابن قدامة الحنبلي: ولا بأس بالقراءة عند القبر وقد روي عن أحمد أنه قال: إذا دخلتم المقابر اقرؤوا آية الكرسي وثلاث مرار قل هو الله أحد الإخلاص، ثم قل: اللهم إن فضله لأهل المقابر. وروي عنه رواية أخرى أنه قال: القراءة عند القبر بدعة( ).

وأي قربة فعلها وجعل ثوابها للميت المسلم نفعه ذلك إن شاء الله، أما الدعاء والاستغفار والصدقة وأداء الواجبات فلا أعلم فيه خلافا إذا كانت الواجبات مما يدخله النيابة( ).

وقال بعضهم إذا قرئ القرآن عند الميت أو أهدي إليه ثوابه كان الثوب لقارئه ويكون الميت كأنه حاضرها وترجى له الرحمة( ).


الإمام أحمد يتراجع عن فتواه :
وروى جماعة أن أحمد نهى ضريرا( ) أن يقرأ عند القبر، وقال له: إن القراءة عند القبر بدعة، فقال له محمد بن قدامة الجوهري( ): يا أبا عبد الله ما تقول في مبشر( )؟ قال: ثقة. قال: فأخبرني مبشر عن أبيه أنه أوصى إذا دفن يقرأ عنده بفاتحة البقرة وخاتمتها، وقال: سمعت ابن عمر يوصي بذلك، قال: أحمد بن حنبل فارجع فقل للرجل يقرأ( ).

وقال الخلال( ) حدثني أبو علي الحسن بن الهيثم البزار شيخنا الثقة المأمون قال رأيت أحمد بن حنبل يصلي خلف ضرير يقرأ على القبور.

ويستفاد من هذه الرواية أنه لو كانت قراءة القرآن وإهداء ثوابها للأموات بدعة لما صلى الإمام أحمد خلف ضرير لأنه مبتدع بقراءته للقرآن على القبور، وما كان الإمام أحمد يصلي خلف مبتدع( ).

قال أحمد : الميت يصل إليه كل شئ من الخير للنصوص الواردة فيه ، حتى لو أهداها للنبى صلى الله عليه وسلم جاز ووصل إليه الثواب( ).

وعن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج( ) عن أبيه( ) عند الطبراني( ) قال: قال لي اللجلاج: يا بني إذا أنا مت فألحدني، فإذا وضعتني في لحدي فقل بسم الله وعلى ملة رسول الله ثم شن علي التراب شنا، ثم اقرأ عند رأسي بفاتحة البقرة وخاتمتها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ذلك( ).

فلقد تظافرت نصوص كتب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وآثار السلف الصالح ، وكذلك الدليل العقلي على وصول ثواب جميع العبادات المشروعة لمن وهب له ثوابها بدون تفرقة بين عبادة وأخرى، والله أعلا وأعلم.

ويقولون إنه لم يثبت في هذا الفعل نص من كتاب أو سنة بجواز ذلك ومشروعيته، أو أثر صحيح بأن الصحابة فعلوه.

والجواب أولا: قد ورد في معرض بيان رأي ابن القيم رحمه الله تعالى، بالإضافة إلى أن هذا العمل لم يرد فيه نهي حتى يعلم عدم جوازه، وما لم يرد فيه نهي ينظر فيه إلى أصل المشروعية، فهل قراءة القرآن مشروعة أم لا ؟ فإذا كانت قراءة القرآن الكريم مشروعة أساسا فلا شك أن لها ثواب وأجر، وإذا فعلها المسلم وأهدى ثوابها لغيره من الأموات فإنه متبرع بما ثبت له من الأجر إلى ذلك المتوفى، وبالتالي فوصول الثواب هذا مقطوع بوصوله إن شاء الله تعالى كما يصل ثواب العبادات الأخرى فلا فرق بين عبادة وأخرى.

ثانيا : أنه ليس بالضرورة أن ما لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم من الخيرات لا يجوز للمسلمين فعلها، كما أنه ليس بالضرورة أن ما تركه عليه الصلاة والسلام يجب تركه. إنما الذي يجب فعله ما أمر به الله سبحانه وتعالى وما أمر به صلى الله عليه وسلم على جهة الإلزام، وما يجب تركه هو ما نهى عنه الله سبحانه وتعالى وما نهى عنه عليه الصلاة السلام على جهة التحريم، وأما ما تركه فداخل تحت دائرة العفو والاختيار للمسلمين ما لم يعارض نصا من كتاب الله تعالى أو من سنة نبيه عليه الصلاة والسلام، والدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله حد حدودا فلا تعتدوها و فرض لكم فرائض فلا تضيعوها و حرم أشياء فلا تنتهكوها، وترك أشياء من غير نسيان من ربكم ولكن رحمة منه لكم فأقبلوا ولا تبحثوا فيها) ( ).

فيستفاد من هذا الحديث أن هناك أمورا سكت عنها الشارع الحكيم، فلا تدخل في الأمور المحرمة المنهي عنها، كما لا تدخل في الأمور الواجبة أو المستحبة، إنما هي داخلة تحت الأمور المباحة، والأمور المباحة منها ما يثاب على فعلها إذا كان فيها نفع للناس، ومنها ما لا ثواب على فعلها ولا عقاب كالأكل والشرب والملابس ونحوها، ومنها ما هو محرم فعلها كوسائل اللهو الحديثة التي تصد عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة.

ثالثا: إن الترك من النبي صلى الله عليه وسلم لا يعد دليل شرعي على نهي أو تحريم، حتى يجب على الناس ترك ما ترك فعله، فلا يدخل تحت دائرة التحريم أو الكراهية، إنما هو عفو، ثم ينظر فيه من جهة هل له أصل في الشرع أم ليس له أصل أو مثل أو شبيه ونحو ذلك للحديث السابق ولقول الله جل جلاله:{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}( ) () والله أعلم.

فمما تقدم يتبين لنا أن رأي الجمهور القائلين بوصول ثواب قراءة القرآن الكريم للموتى هو الأقوى وأنه يصل إن شاء الله تعالى كما يصل إليه ثواب جميع العبادات، وأفعال الخير من عبادات ونذور وطاعات وصدقات وبدون فرق بين عبادة وأخرى لقوة أدلتهم النقلية والعقلية، والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله صحبه وسلم عدد معلومات الله ومداد كلماته كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله، اللهم آمين واللهم آمين اللهم آمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قرااة القران للميت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حكم إهداء تلاوة القرآن للميت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أحباب المصطفى صلي الله عليه و سلم :: تصليات و أدعية وأذكار :: أدعية و أذكار-
انتقل الى: