الدعاء وقراءة الفاتحة بعد الصلاة...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله عليه وسلم على سيدنا محمد وءاله أما بعد،
فقد كثر الحديث مؤخرا بين أوساط المصلين في المساجد عن شرعية الدعاء أووقراءة الفاتحة بعد الصلاة فأعجبني هذا الرد المختصر للشيخ الدكتور محمود أحمد الزين حفظه الله بعد أن وجّه له هذا الخطاب:
سيدي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، لقد شدتني رسالتكم المعنونة ب:"الدعاء بعد الصلاة المفروضة سنة أم بدعة؟" لما فيها من قوة الحجة وسلالة اللفظ فجزاك الله كل خير، وفي هذا الصدد كثيرا ما يجادلنا المتنطعون في قضية قراءة الفاتحة بعد الدعاء و يصفون ذلك بالبدعة كعادتهم، فأفيدونا بالجواب الشافي.
الجواب :
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه هدانا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه وبعد:قراءة الفاتحة بعد الدعاء يراد بها التوسل إلى الله عز وجل وهذا التوسل مشروع من وجهين : الوجه الأول : هو أنه توسل إلى الله بصفة من صفاته لأن كلامه سبحانه صفة من صفاته والتوسل إلى الله تعالى بصفاته ليس توسلا بمخلوق وإنما هو توسل متفق على جوازه والوجه الثاني : هو أن التوسل في هذه الحالة بقراءة القرآن لابالقرآن والقراءة عمل صالح قام به الداعي توسلا إلى الله تعالى بعمله هذا وهو أيضا من التوسل المتفق على مشروعيته وكلاهما قد نص على مشروعيتهما القدماء ممن يدعي اتباع مذهب السلف كابن تيمية وتبعهم عليه المعاصرون من أتباعهم فإن قال قائل : لم يثبت فعل هذا عن السلف فقل له فكيف إذن قال به ابن تيمية وأتباعه من القدامى والمحدثين حين ذكروا هاتين القاعدتين في التوسل وعلى أي دليل اعتمدوا من الكتاب أو السنة أو فعل السلف فقول المعترضين اليوم رد على شيوخ مذهبهم في تعميم القاعدتين وقد ذكر ابن تيمية دليلاً على التوسل بالعمل الصالح الذي فعله المتوسل حديث الثلاثة الذين آوهم المبيت إلى الغار فانسد عليهم وذكر دليلا على التوسل بصفات الله تعالى أحاديث منها " اللهم إني أسالك بأنك الواحد الأحد ..... )) وأمثاله .