صلى عليك الله ياعلم الهدى بأبي انت وامي وروحي صلى الله عليك وسلم
ماأعظمك يامحمد يارسول الله صلى عليك الله تعلم بما مكر اعداء الرحمة
احمد عمر هاشم
في قصيدتة ياأمة المصطفى
صلى الله عليه وسلم هي رسالة الى العالم اجمع ليعرفوا قدر هادينا
ووصيته وهي خير وصية لحكام ومحكومين ياقومنا اتقوا الله ووحدوا صفكموا
ارجوكم ياامة محمد صلى الله علية وسلم
ارجوكم اتحدوا جميعا حكاما ومحكومين لاجل حماية ديننا واوطاننا وامتنا واطفالنا فلتتحدوا
رباه أدرك بنى الإسلام رباه ****فالغرب ينفث حقداً من ثناياه
أذوا رسول الهدى واستمرأوا صلفا**** رسما بذيئا شعوب الأرض تأباه
عاثوا فسادا وزادوا فى تمردهم****أواه من ظلمهم يارب أواه
لم يعرفوا قدر هادينا ومنقذنا****هل كان يرحم هذا الكون لولاه
ما بالهم كرروا الإيذاء ثانية****أما دروا أن رب العرش يرعاه
أما دروا أن رب العرش عاصمه****وإن رموه بسوء فى الدنا تاهوا
سلوا الدنمارك عن رسامهم وسلوا****هل كان حقا له فن تبناه
قال الألى أنصفوا لا فن فى يده ****وإنما هو شيطان نبذناه
يا أمة المصطفى توبوا لبارئكم****حتى يرد عدوا فاغر اًفاه
فالابتلاءات لم تنزل بأمتنا****إلا بذنب عظيم قد فعلناه
قوموا اتقوا الله وأدعوه فلا أمل****فى النصر يا أمتى إلا بتقواه
يا أمتى وحدوا فى الحق صفكمو****أن التنازع للخسران عقباه
حبيبنا المصطفى من ذا ينازعه****حبيبنا المصطفى من ذا تحداه
نحب أحمد أغلى من محبتنا****لنفسنا بدمانا قد فديناه
هو الحبيب المرجى يوم لا أحد****فى موقف الحشر يدرى أين مثواه
هو الحبيب المرجى يوم لا أحد****يستطيع دفع عذاب قد تغشاه
له الشفاعة دون الرسل قاطبة****فبالشفاعة رب العرش أرضاه
يا أمتى أتجهو لله فى ثقة?****إن تنصروا ربكم ينصركم الله?
من قبل مولده لاحت بشائره****فى عالم الغيب قد سماه مولاه
وبشرت رسل المولى ببعثته****كل تمنى على الرحمن يلقاه
وعاهدوا الله فى حب لنصرته****عهدا أكيدا ورب العرش أمضاه
أثنى عليه إله الخلق فى خلقٍ****لا شىء فى الكون أسمى من سجاياه
وأقسم الله فى القرآن فى وضح****بعمره ليمين الله مغزاه
أبعد هذا يروم الآثمون أذى****والله أكمل معناه ومبناه
من ذا الذى جرأ المغرور فانطلقت****بالزور والأفك والبهتان كفاه
أتلك نزعة عدوان بأنفسهم****أم ذاك حقد دفين فى حناياه
ما اهتز إسلامنا يوما بخالقنا****ولا بخير رسول قد أجبناه
ليست محبتنا قولا نردده****بل حبه فى نياط القلب مأواه
هو الوحيد دعاه الله خالقه****فى يوم مسراه كى يحظى بلقياه
وفاز بالقرب فى المعراج مرتقيا****يا سعد من خصه بالقرب مولاه.
وصول ثواب القرآن للأموات
اتفق الفقهاء على أن الحى إن تصدق أو دعا للأموات ووهب ثواب ذلك لهم فإنه يصل إليهم وينتفعون به .
وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن إهداء ثواب قراءة القرآن إلى الميت جائز ويصل إليه وينتفع به
وكذلك ما شابه ذلك من القربات كالذكر والطواف و الحج والعمرة والصلاة و الصيام .
وهذا هو المذهب الراجح ، وهو الذى عليه السادة الصوفية ، وأدركنا عليه العمل .
وقد إستدلوا لذلك بأدلة كثيرة ، أذكر منها :
1 ـ قراءة الفاتحة الكتاب على الميت فى صلاة الجنازة ثابتة ، والميت هو الميت ، سواء كان فى نعشه أو فى قبره ، وقد ثبت أن النبى صلى الله عليه وسلم صلى على المرأة السوداء التى كانت تقم المسجد بعد أن دفنت فى قبرها ، والفاتحة قرآن
2 ـ روى الطبرانى فى المعجم الكبير (220 /19 ) عن العلاء بن اللجلاج ، عن أبيه قال لى أبى :
يابنى ! إذا مت فألحدنى ، فإذا وضعتنى فى لحدى فقل : بسم الله ، و على ملة رسول الله ، ثم سنَّ علىَّ الثرى سنَّا
ثم إقرأ عند رأسى بفاتحة البقرة و خاتمتها فإنى سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ذلك
وقال الخلال فى جامعه : أخبرانى الحسن بن أحمد الوراق ، قال حدثنى على بن موسى الحداد ، وكان صدوقاً ، قال :
كنت مع أحمد بن حنبل ومحمد بن قدامة الجوهرى فى جنازة ، فلما دفن الميت جلس رجلٌ ضرير يقرأ عند القبر ، فقال له أحمد :
قُمْ ، فإن القراءة عند القبر بدعة
فلما خرجنا من المقابر قال محمد بن قدامة لأحمد بن حنبل :
ياأبا عبد الله ! ما تقول فى مبشر الحلبى ؟!
قال ثقة ، قال كتبت عنه شيئاً، قلت : نعم
قال إبن قدامة : فأخبرانى مبشر عن عبد الرحمن بن اللجلاج ، عن أبيه :
أنه أوصى إذا دفن أن يقرأ عند رأسه بفاتحة البقرة وخاتمتها ، وقال: سمعت ابن عمر يوصى بذلك ،
فقال له أحمد :
فارجع وقل للرجل يقرأ (1)
ووجه الدلالة من هذا الأثر أن مثل هذا لا يصدر عن ابن عمر رضى الله عنه إجتهاداً ، بل لابد أن يكون عن توقيف .
وقال إبن القيم : " وذكر الخلال ، عن الشعبى قال :
" كانت الأنصار إذا مات لهم ميت إختلفوا إلى قبره يقرءون القرآن "
والآثار والبلاغات فى هذا الباب كثيرة ، فلتراجع فى مظانها من كتب السنة .
3 ـ حديث معقل بن يسار رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : " إقرءوا يس على موتاكم " وفى رواية " إقرءوا على موتاكم يس " (2 )
ففى الحديث أمر واضح وصريح بقراءة " يس " على الموتى ، و قول من حمل لفظ " الموتى "على " الإحتضار " مرجوح ، قال ابن الرفعة: لفظ " الموتى " حقيقة فيمن مات ، ولا يعدل عن الحقيقة إلى المجاز إلا بقرينة تدل على ذلك ، وليس هنا قرينة .
قلتُ : وإذا قلنا إن لفظ " موتى " يطلق على الميت فعلا، وعلى المحتضر " من سيموت " فهو من المشترك اللفظى ، ففى هذه الحالة يحمل على المعنيين جميعاً ، ولا معنى لصرفه إلى المحتضر فقط .
4 ـ وروى الطبرانى ، عن إبن عمر رضى الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم :
"إذا مات أحدكم فلا تحبسوه و أسرعوا به إلى قبره ، وليقرأ عند رأسه بفاتحة الكتاب وعند رجليه بخاتمة سورة البقرة فى قبره " (3) وفى رواية :
" وليقرأ عند رأسه بفاتحة البقرة وعند رجليه بخاتمة سورة البقرة فى قبره "
5 ـ وروى الدار القطنى أن رجلا قال : يا رسول الله !
كان لى أبوان أبرهما فى حال حياتهما فكيف لى ببرهما بعد موتهما ؟
فقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :
" إن من البر بعد الموت أن تصلى لهما مع صلاتك ،و أن تصوم لهما مع صيامك " (4 )
وإذا كان ثواب الصلاة والصيام يصل فكذلك القرآن ، و الصلاة تشتمل على القرآن والذكر .
وفى الباب أدلة أخرى ومن أراد المزيد فعليه بكتاب الشيخ محمد زكى إبراهيم رحمه الله " الإسكات بركات القرآن على الأحياء والأموات "
------------------------------------------------------
(2 ) رواه أحمد (5 / 26 ، 27 ) ، و ابو داود (3( 1) أورده ابن القيم فى كتابه " الروح " ص 10
/ 191 ) ، والنسائى فى الكبرى ( 6/ 265 ) ، وابن حبان فى صحيحه ( 7 / 269 )
والطبرانى فى الكبير ( 20 / 219 ) وغيرهم .
(3 ) رواه الطبرانى فى الكبير ( 12/ 444 ) ، والبيهقى فى شعب الايمان (7 / 16 ) ، و أورده الديلمى فى الفردوس (1 /284 ) .
قال الحافظ الهيثمى فى مجمع الزوائد ( 3 / 44 ) : رواه الطبرانى فى الكبير ، وفيه يحى بن عبد الله البابلتى وهو ضعيف ".
( 4 ) راجع نيل الأوطار ( 4 /143 ) ، وسبل السلام ( 2/ 119 )
_________________
ومع المزيد من الأدلّة للمعارض المُنكر من أقوال مشائخهم:
دفع الافتئات بجواز الجلوس للتعزية والقراءة للأموات
الشيخ قيس بن محمد آل الشيخ مبارك
( قول ابن تيمية بوصول ثواب قراءة الميت )
"وقال الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوي 24/324 وسئل عن قراءة أهل الميت تصل إليه ؟ والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير إذا أهداه إلى الميت يصل إلي ثوابها أم لا ؟
فأجاب : (يصل إلى الميت قراءة أهله وتسبيحهم وتكبيرهم وسائر ذكرهم لله تعالى إذا أهدوه إلى الميت وصل إليه والله أعلم ) وانظر أيضا 24/315 من الفتاوي المذكورة .
وسئل ابن تيمية أيضا عن قوله تعالى (( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى )) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) فهل يقتضي ذلك إذا مات لا يصل إليه شيء من أفعال البر ؟
فأجاب : ( الحمد لله رب العالمين . ليس في الآية ولا في الحديث أن الميت لا ينتفع بدعاء الخلق له ، وبما يعمل عنه من البر ، بل أئمة الإسلام متفقون على انتفاع الميت بذلك ، وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام ، وقد دل عليه الكتاب والسنة ، فمن خالف ذلك كان من أهل البدع ) انتهى
وقد أطال الإجابة بما يعلم من فتاويه 24/306-313
( قول ابن القيم بوصول ثواب القراءة للميت )
وقال الشيخ ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب الروح طبعة حيدر آباد الثانية ص13 ما نصه : ( وقد ذكر عن جماعة من السلف أنهم أوصوا أن يقرأ عند قبورهم وقت الدفن . قال عبد الحق : يروى أن عبد الله بن عمر أمر أن يقرأ عند قبره سورة البقرة . وممن رأى ذلك علي بن عبد الرحمن . وكان الإمام أحمد ينكر ذلك أولا حيث لم يبلغه فيه أثر ثم رجع .
وقال الخلال في كتاب الجامع : ( القراءة عند القبور ) أخبرنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا يحيى بن معين ، ثنا مبشر الحلبي ، حدثني عبد الرحمن بن العلاء بن الجلاج عن أبيه قال : قال أبي : إذا أنا مت فضعني في اللحد وقل : بسم الله وعلى سنة رسول الله ، وسن علي التراب سنا ، واقرأ عند رأسي بفاتحة البقرة وخاتمتها ، فإني سمعت عبد الله بن عمر يقول ذلك .
قال عباس الدوري : سألت أحمد بن حنبل قلت : تحفظ في القراءة عند القبر شيئا ؟ فقال : لا ، وسألت يحيى بن معين فحدثني بهذا الحديث .
قال الخلال : وأخبرني الحسن بن أحمد الوراق ، حدثني علي بن موسى الحداد ، وكان صدوقا . قال : كنت مع أحمد بن حنبل ومحمد بن قدامة الجوهري في جنازة ، فلما دفن الميت جلس رجل ضرير يقرأ عند القبر . فقال له أحمد : يا هذا إن القراءة عند القبر بدعة ، فلما خرجنا من المقابر قال محمد بن قدامة لأحمد بن حنبل : يا أبا عبد الله ما تقول في مبشر الحلبي ؟ قال ثقة . قال : كتبت عنه شيئا ؟ قال : نعم . قال : فأخبرني مبشر عن عبد الرحمن بن اللجلاج عن أبيه أنه أوصى إذا دفن أن يقرأ عند رأسه بفاتحة البقرة وخاتمتها ، وقال : سمعت ابن عمر يوصي بذلك . فقال له أحمد : فارجع وقل للرجل : يقرأ . (1)
وقال الزعفراني : سألت الشافعي عن القراءة عند القبر ، فقال : لا بأس بها .
وذكر الخلال عن الشعبي قال : كانت الأنصار إذا مات لهم الميت اختلفوا إلى قبره يقرأون عنده القرآن )
وفي ص188 من كتاب الروح عزا ابن القيم وصول ثواب العبادات البدنية للميت كالصلاة والصوم وقراءة القرآن والذكر للإمام أحمد وجمهور السلف ، وعدم الوصول إلى أهل البدع من علماء الكلام .
وفي ص205 من كتاب الروح أيضا في الجواب عن قوله تعالى (( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى )) ما لفظه : ( وقالت طائفة أخرى : القرآن لم ينف انتفاع الرجل بسعي غيره وإنما نفى ملكه لغير سعيه ، وبين الأمرين من الفرق ما لا يخفى .
وأخبر تعالى أنه لا يملك إلا سعيه ، وأما سعي غيره فهو ملك لساعيه ، فإن شاء أن يبذله لغيره ، وإن شاء أبقاه لنفسه ، وهو سبحانه لم يقل لا ينتفع إلا بما سعى ، وكان شيخنا –يعني ابن تيمية- يختار هذه الطريقة ويرجحها ) انتهى
وقد أسهب ابن القيم رحمه الله تعالى وأجاد في دحض شبه المانعين . فمن ذلك في ص206 من كتاب الروح ما نصه : وأما استدلالكم بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله ) فاستدلال ساقط ، فإنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل انقطع انتفاعه وإنما أخبر عن انقطاع عمله . وأما عمل غيره فهو لعامله ، فإن وهبه له فقد وصل إليه ثواب عمل العامل لا ثواب عمله هو ، فالمنقطع شيء والواصل إليه شيء آخر .
ثم قال أيضا :
وأما قولكم الإهداء حوالة ، والحوالة إنما تكون بحق لازم ، فهذه حوالة المخلوق على المخلوق ، وأما حوالة المخلوق على الخالق فأمر آخر لا يصح قياسها على حوالة العبيد بعضهم على بعض .
وهل هذا إلا من أبطل القياس وأفسده ، والذي يبطله إجماع الأمة على انتفاعه بأداء دينه وما عليه من الحقوق وإبراء المستحق لذمته والصدقة والحج عنه بالنص الذي لا سبيل إلى رده ودفعه ، وكذلك الصوم ، وهذه الأقيسة الفاسدة لا تعارض نصوص الشرع وقواعده . انتهى
وفي 226 من الروح أيضا كلام نفيس نصه : وأما قراءة القرآن وإهداؤها له تطوعا بغير أجرة فهذا يصل إليه كما يصل ثواب الصوم والحج . فإن قيل : فهذا لم يكن معروفا في السلف ، ولا يمكن نقله عن واحد منهم مع شدة حرصهم على الخير ولا أرشدهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليه ، وقد أرشدهم إلى الدعاء والاستغفار والصدقة والحج والصيام . فلو كان ثواب القراءة يصل لأرشدهم إليه ولكانوا يفعلونه .
فالجواب : إن مورد هذا السؤال إن كان معترفا بوصول ثواب الحج والصيام والدعاء والاستغفار ، قيل له ما هذه الخاصية التي منعت وصول ثواب القرآن واقتضت وصول هذه الأعمال ؟ وهل هذا إلا التفريق بين المتماثلات . وإن لم يعترف بوصول تلك الأشياء إلى الميت فهو محجوج بالكتاب والسنة والإجماع وقواعد الشرع .
ثم يقال لهذا القائل : لو كلفت أن تنقل عن واحد من السلف أنه قال : اللهم اجعل ثواب هذا الصوم لفلان لعجزت ، فإن القوم كانوا أحرص شيء على كتمان أعمال البر فلم يكونوا ليشهدوا على الله بإيصال ثوابها إلى أمواتهم (فإن قيل) فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرشدهم إلى الصوم والصدقة والحج دون القراءة (قيل) هو صلى الله عليه وآله وسلم لم يبتدئهم بذلك بل خرج ذلك منه مخرج الجواب لهم . فهذا سأله عن الحج عن ميته فأذن له ، وهذا سأله عن الصيام عنه فأذن له ، وهذا سأله عن الصدقة فأذن له . ولم يمنعهم مما سوى ذلك .
وأي فرق بين وصول ثواب الصوم الذي هو مجرد نية وإمساك ، وبين وصول ثواب القراءة والذكر ؟
والقائل : إن أحدا من السلف لم يفعل ذلك قائل ما لم علم له به ، وما يدريه أن السلف كانوا يفعلون ذلك ولا يشهدون من حضرهم عليه ؟ بل يكفي اطلاع علام الغيوب على نياتهم ومقاصدهم ، لا سيما والتلفظ بنية الإهداء لا يشترط كما تقدم (1)
وسر المسألة أن الثواب ملك للعامل ، فإذا تبرع به وأهداه لأخيه المسلم أوصله الله إليه ، فما الذي خص من هذا ثواب قراءة القرآن وحجر على العبد أن يوصله إلى أخيه ؟ وهذا عمل الناس حتى المنكرين في سائر الأعصار والأمصار من غير نكير من العلماء . انتهى كلام ابن القيم رحمه الله تعالى .
ويستأنس لذلك بما ذكره الحافظ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية في وفاة الشيخ ابن تيمية الحراني الحنبلي رحمه الله 135-140 الجزء الرابع عشر ، قال ما نصه :
( قال البرزالي : وفي ليلة الإثنين العشرين من ذي القعدة توفي الإمام العالم أبو العباس أحمد شيخنا العلامة -إلى أن قال- بقلعة دمشق بالقاعة التي كان محبوسا بها وحضر جمع كثير إلى القلعة وأذن لهم في الدخول عليه وجلس جماعة عنده قبل الغسل وقرؤوا القرآن وتبركوا برؤيته وتقبيله –إلى أن قال- وحصل في الجنازة ضجيج وبكاء كثير وتضرع وختمت له ختمات كثيرة بالصالحية وبالبلد ، وتردد الناس إلى قبره أياما كثيرة ليلا ونهارا ويبيتون عنده ويصبحون ورؤيت له منامات صالحة كثيرة ورثاه جماعة بقصائد جمة ) انتهى إيراد المقصود من البداية والنهاية .
وفي ترجمة الحافظ أبي الفرج ابن الجوزي الحنبلي رحمه الله تعالى من سير أعلام النبلاء 21/380 : وباتوا عند قبره طوال شهر رمضان يختمون الختمات .
وفي (توضيح البيان لوصول ثواب القرآن) للعلامة السيد عبدالله بن الصديق الغماري رحمه الله تعالى استيفاء لأدلة الفريقين ثم ترجيح مذهب القائلين بالوصول من وجود متعددة ، فعليك به فهو مطبوع .
ولعلامة مكة المكرمة الشيخ محمد العربي التباني السطيفي المكي المالكي رحمه الله تعالى رسالة مطبوعة باسم (اسعاف المسلمين والمسلمات بجواز القراءة ووصول ثوابها إلى الأموات)
لللفششئشئئش ششؤ شؤسئؤئسئ ئسؤ ئ ئلالا> ش\\\\\\\\ش\ءئ ش \\\\ش &ؤرئسئؤؤؤ \خخخخ حدعوها فإنها منتنة
جاء في البخاري أن
رجلان من المهاجرين والأنصار تشاجرا
فَقَالَ الأَنْصَارِىُّيَا لَلأَنْصَارِ. وَقَالَ الْمُهَاجِرِىُّيَا لَلْمُهَاجِرِينَ
فَسَمِعَ ذَاكَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَقَالَ
مَابَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ
قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ .
فَقَالَ
دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ
فذكر النسب أو الوطن
على سبيل الإفتخار والتكبر على الآخر
من دعاوى الجاهلية التي أبطلها الإسلام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي
ولا أبيض على أسود ولا أسود على أبيض
إلا بالتقوى الناس من آدم وآدم من تراب
وقال الله تعالى
إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
( الحجرات : 13 )
فالأكثر تقوى هو الأكرم عند الله ولو كان عبداحبشيا
والأنساب لا تغني شيء عن العبد
الجماعة
بواسطة المشرف العام » السبت سبتمبر 05, 2009 10:21 pm
الحمد لله الذي أمرنا بالاجتماع، ونهانا عن الافتراق، فقال في محكم كتابه: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}(103) سورة آل عمران. وقال:{وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}(46) سورة الأنفال.
والصلاة والسلام على من أخرجنا الله به من الضلالة إلى الهدى، ومن الفُرقة إلى الجماعة، ومن الخوف إلى الأمن، ومن البدعة إلى السُّنة. القائل -صلى الله عليه وسلم-: ((إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة، كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة، وإنه سيخرج في أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء، كما يتجارى الكلب بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله)) والله -يا معشر العرب- لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم -صلى الله عليه وسلم- لغيركم من الناس أحرى ألا يقوم به)1.
والقائل عليه الصلاة والسلام: (وأنا آمركم بخمس، الله أمرني بهن: السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه؛ إلا أن يرجع، ومن ادعى دعوى الجاهلية فإنه من جثا جهنم) فقال رجل: يا رسول الله، وإن صلى وصام؟ قال: (وإن صلى وصام، فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله).2
عباد الله:
إن الله -عز وجل- أمرنا بلزوم الجماعة، واتباع الحق، ونهانا عن الفرقة والاختلاف لما في ذلك من الوهن والضعف الذي يضعف الأمة المسلمة، ويشغلها فيما بينها؛ والله -عز وجل- يقول: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ}(92) سورة الأنبياء، أي ملتكم ودينكم { أُمَّةً وَاحِدَةً } أي ديناً واحداً وهو الإسلام، فأبطل ما سوى الإسلام من الأديان، وأصل الأمة الجماعة التي هي على مقصد واحد، فجعلت الشريعة أمة واحدة لاجتماع أهلها على مقصد واحد {وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}...{وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} أي اختلفوا في الدين فصاروا فرقاً وأحزاباً، قال الكلبي: "فرقوا دينهم بينهم" يلعن بعضهم بعضاً، ويتبرأ بعضهم من بعض، والتقطع هاهنا بمعنى التقطيع"3.
وعن جابر -رضي الله عنه- قال: "لما نزلت هذه الآية: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ}(65) سورة الأنعام، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أعوذ بوجهك) قال: {أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قال: (أعوذ بوجهك) {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ} قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (هذا أهون أو هذا أيسر)4. وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من رأى من أميره شيئاً فكرهه فليصبر؛ فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبراً فيموت إلا مات ميتة جاهلية)5. وأخرج مسلم في صحيحه من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)6.
وعن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود يحدث عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها؛ فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يُغِلُّّ عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن الدعوة تحيط من ورائهم)7.
وعن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله لا يجمع أمتي -أو قال- أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- على ضلالة، ويد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ إلى النار)8 أي انفرد عن الجماعة، وهم أصحابه -صلى الله عليه وسلم- باعتقاد أو قول أو فعل لم يكونوا عليه.
أيها الناس: إن الناس اليوم قد تفرقوا أحزاباً وفرقاً وشيعاً، فكثرت الأهواء والطرق، وتتعددت الأفكار، وتنوعت الآراء، حتى نبذوا كتاب الله وراء هم ظهرياً، وتركوا التحاكم إلى الوحيين، كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام. وحتى صدق فيهم قول الشاعر:
أجَدّوا فلما خفت أن يتفرقوا فريقين، منهم مُصعِد ومُصوِّب
كيف يكون ذلك -عباد الله- وقد أمرنا الله بلزوم الجماعة بقوله: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- في قوله:{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا} قال: حبلُ الله، الجماعة". وقال آخرون: عنى بذلك القرآن والعهد الذي عَهِدَ فيه"9. وكان يقول: "يا أيها الناس، عليكم بالطاعة والجماعة، فإنها حبل الله الذي أمرَ به، وإنّ ما تكرهون في الجماعة والطاعة، هو خيرٌ مما تستحبون في الفرقة"10. وقال قوم: الجماعة السواد الأعظم. وقيل: المراد بالجماعة الصحابة دون من بعدهم، وقيل: المراد بهم أهل العلم لأن الله جعلهم حجة على الخلق والناس تبع لهم في أمر الدين. قال الطبري: والصواب أن المراد من الخبر لزوم الجماعة الذين في طاعة من اجتمعوا على تأميره، فمن نكث بيعته خرج عن الجماعة، قال: وفي الحديث أنه متى لم يكن للناس إمام فافترق الناس أحزاباً فلا يتبع أحداً في الفرقة، ويعتزل الجميع إن استطاع ذلك خشية من الوقوع في الشر"11
والله يقول: {وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ}(43) سورة البقرة. أي: وكونوا مع المؤمنين في أحسن أعمالهم، ومن أخص ذلك وأكمله الصلاة"12.
فعلينا عباد الله أن نلزم الجماعة، وأن ننبذ الفرقة والاختلاف، وأن نتمسك بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.فإن في ذلك قوتنا وعزنا.
نسأل الله -عز وجل- أن يحمينا من التفرق والأهواء، وأن يجعلنا متوحدين ومتآلفين، على كتاب الله وسنة رسوله، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه أجمعين..أما بعد:
عباد الله:
إن الجماعة هي الاجتماع على الحق، ولو كان المسلم وحده متمسكاً بالحق فهو جماعة، والله يقول: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }(120) سورة النحل. فالجماعة -عباد الله- لا تعرف بالكثرة، وإنما تعرف بالحق، فهذا إبراهيم خليل الرحمن كان أمة وحده، ومعنى قوله: "أمة" أي إماماً يقتدى به في الخير، فمن معاني الأمة: الرجل الجامع للخير الذي يقتدى به.
"والقرآن الكريم يرسم إبراهيم عليه السلام نموذجاً للهداية والطاعة والشكر والإنابة لله. ويقول عنه هنا: إنه كان أمة، واللفظ يحتمل أنه يعدل أمة كاملة بما فيها من خير وطاعة وبركة، ويحتمل أنه كان إماماً يقتدى به في الخير وورد في التفسير المأثور هذا المعنى وذاك، وهما قريبان، فالإمام الذي يهدي إلى الخير هو قائد أمة، وله أجره، وأجر من عمل بهدايته، فكأنه أمة من الناس في خيره وثوابه لا فرد واحد"13. فهو وحده قد ناب مناب أمة، و"قال ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما-: أي كان عنده عليه السلام من الخير ما كان عند أمة، وهي الجماعة الكثيرة، فإطلاقها عليه عليه السلام لاستجماعه كمالات لا تكاد توجد إلا متفرقة في أمة جمة:
وليس على الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد
وهو -صلى الله عليه وسلم- رئيس الموحدين، وقدوة المحققين، الذي نصب أدلة التوحيد ورفع أعلامها، وخفض رايات الشرك وجزم ببواتر الحجج هامها، وقال مجاهد: سمي عليه السلام أمة لانفراده بالإيمان في وقته مدة ما، وفي صحيح البخاري أنه عليه السلام قال لسارة: (ليس على الأرض اليوم مؤمن غيري وغيرك)"14.
أيها المسلمون: واليهود والنصارى هم أشد الناس اختلافاً، وقد قال الله فيهم: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}(118) سورة هود، قال عطاء يعني: اليهود والنصارى والمجوس، {إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} يعني: الحنَيفيَّة. وقال قتادة: أهلُ رحمة الله أهل الجماعة، وإن تفرقت ديارهم وأبدانهم، وأهل معصيته أهل فرقة، وإن اجتمعت ديارهم وأبدانهم"15.
عباد الله:
إننا عندما ندعو إلى الجماعة، لا ندعو إلى التجمع على عصبيات جاهلية، إنما ندعو إلى الجماعة المتمسكة بالحق، المدافعة عنه، وهم المتبعون لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام. وقد قال الرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من قتل تحت راية عمية، يدعو عصبية، أو ينصر عصبية، فقِتلة جاهلية)16. وهو من يدعو الناس إلى الاجتماع على عصبية، وهي معاونة الظالم. وقد جاء في الحديث: (ما بال دعوى الجاهلية)17.
وهو كقولهم يا آل فلان..! كانوا يدعون بعضهم بعضاً عند الأمر الحادث.
إذاً نحن لا نعني بالجماعة الاجتماع على الباطل والتحزب على الباطل إنما ندعو إلى التمسك بالحق، وهو كتاب الله وسنة رسوله.
أيها المسلمون:
إن في الاجتماع قوة للمسلمين، فلنكن جبهة واحدة على أعدائنا، فالوحدة قوة، والرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (يد الله مع الجماعة)18
"أي حفظه وكلاءته عليهم، يعني أن جماعة أهل الإسلام في كنف الله، فأقيموا في كنف الله، بين ظهرانيهم ولا تفارقوهم"19
فاتقوا الله عباد الله واقدروا الله حق قدره. وإياكم واتباع الأهواء والتفرق، واتبعوا ولا تبتدعوا. وتوحدوا ولا تتفرقوا. وكونوا عباد الله إخواناً.
اللهم إنا نعوذ بك من الفرقة والشقاق والنفاق، ونعوذ بك من الهوى والطغيان، ونسألك الوحدة والاجتماع والقوة، وارزقنا الاتباع، وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا واجعلنا من الراشدين.
وصلِّ على نبيك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه وسلِّم تسليماً كثيراً
أهمية الوحدة بين المسلمين
هيثم جواد الحداد
ملخص الخطبة
1- وصية الفرقة التي بليت بها أمتنا. 2- حكم الوحدة الإسلامية وأدلتها. 3- التحذير من الفرقة والاختلاف وأسبابهما. 4- العقل والتاريخ يدلان على أهمية الوحدة. 5- ضوابط الوحدة التي ندعو إليها. 6- أحوال الوحدة الإسلامية. 7- المناصحة لا تمنع الوحدة والاجتماع.
الخطبة الأولى
وبعد، فإن من أكبر المصائب التي ابتليت بها هذه الأمة وفتكت في سواعد قواها، وأطاحت برايات مجدها، الاختلاف والتفرق، وصدق الله عز وجل إذ يقول: يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُواْ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَـٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُواْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ [الأنفال:45، 46].
أيها المؤمنون، إن من أهم عوامل قومة أمة من الأمم، الاتحاد، بالاتحاد تنال الأمم مجدها، وتصل إلى مبتغاها، وتعيش حياة آمنة مطمئنة، بالاتحاد، تكون الأمة مرهوبة الجانب، مهيبة الحمى، عزيزة السلطان.
أيها المؤمنون، إن تنمية الوعي بأهمية وحدة المسـلمين كما يأمرهم الإسلام هي النقطة الأساس الأولى في سبيل التغلب على الواقع المؤلم الذي أوجده هذا التفرق وأفرزته هذه الإقليمية المقيتة.
لقد نقلت الإقليمية المسلمين من القوة إلى الضعف، ومن الغنى إلى الفقر، ومن الأخوة إلى العداوة، وولدت بينهم بؤراً بركانية قابلة للانفجار في أي لحظة.
أيها الإخوة، إن أول ما نتحدث عنه في هذه الخطبة، هو حكم الوحدة بين المسلمين،
قد يقول قائل: وهل يحتاج هذا السؤال إلى جواب، ثم هل يحتاج الجواب إلى برهان، وهل يحتاج البرهان إلى بيان.